أولويات ترامب في الشرق الأوسط

كتب: أشرف التهامي

إلى الآن لم يتم الكشف بعد عن خطة الرئيس الأمريكي الجديد للمنطقة بالكامل، لكن تركيزه على المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي يعني أن القوى الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط ستضطر إلى انتظار التحديثات.
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حول سياسة جديدة في الشرق الأوسط، وحثه على قبول الفلسطينيين من غزة.

كما دارت مناقشة مماثلة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعندما سُئل عما إذا كان هذا اقتراحًا مؤقتًا أو طويل الأجل، قال ترامب “يمكن أن يكون هذا أو ذاك”.
هذا و قد أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر موجة من الرفض والغضب بين الشخصيات السياسية والرسمية والبرلمانية الأردنية التي عدّت الخطة الأميركية محاولة جادة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض حل غير عادل على الشعب الفلسطيني.
ويشعر مستشارو ترامب بالسعادة إزاء الخطة الطموحة لإعادة السيطرة على غزة، والتي تهدف إلى إخلاء نصف سكانها على الأقل لتسهيل إعادة الإعمار، بما في ذلك المباني الشاهقة. ولا يزال الجدول الزمني وعدد السكان العائدين غير واضحين، حيث لا تزال الخطة موجودة على الورق فقط.

خطة ترامب في غزة

وبحسب الخطة، ستمول المملكة العربية السعودية ودول الخليج المشروع. وإذا تم تنفيذه، فسوف تشهد غزة بناء ميناء جديد، ومقاهي ومطاعم ومراكز تسوق بمواصفات دولية، إلى جانب تحسين المستشفيات والمدارس. وسوف تتعاون قوة متعددة الجنسيات وشركة بناء أميركية وبنائون ومهندسون مصريون مع ممثلي السلطة الفلسطينية لإدارة الشؤون اليومية.
المملكة العربية السعودية في فكر ترامب؟
ويفكر ترامب في جعل المملكة العربية السعودية، كما في ولايته الأولى، الوجهة الأولى لرئاسته. وتركز المحادثات على اقتراح ولي العهد محمد بن سلمان باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة مقابل صفقات أسلحة، حيث يسعى ترامب إلى الحصول على تريليون دولار.
وقد تحول التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل، الذي كان محور الاهتمام في السابق، إلى محور آخر. فقد بدأت الاجتماعات بين المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين في البحرين ثم انتقلت لاحقًا إلى مواقع سرية في المملكة العربية السعودية.
وكان ولي العهد قد ربط في البداية التطبيع باعتراف غامض بدولة فلسطينية، لكن القادة الأميركيين والسعوديين يتحركون الآن إلى الأمام دون إشراك إسرائيل.

الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان

إن الأولوية هي مواجهة نفوذ الصين مع وضع المملكة العربية السعودية كحليف محوري. وقد أكدت التحذيرات الأمريكية للتل أبيب مخاوف بن سلمان بشأن ردود الفعل العامة أو محاولات الاغتيال إذا سعى إلى التطبيع مع إسرائيل.

ماذا عن قطر؟

قطر أيضًا تحت دائرة الضوء من ترامب. بعد المفاوضات في الدوحة التي شارك فيها مسؤولون أمنيون إسرائيليون، تحث الولايات المتحدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على زيادة الاستثمارات في الولايات المتحدة.
بينما استثمرت قطر في الجامعات والمشاريع شبه الخاصة، تأخر المزيد من التطبيع مع إسرائيل. رفعت قطر مطالبها، مطالبة إسرائيل بقبول دولة فلسطينية وإجلاء 750 ألف مستوطن من الضفة الغربية.
إن مبادرة السلام السعودية لعام 2002 قيد المراجعة. اقترحها ولي العهد آنذاك عبد الله بن عبد العزيز، ودعت إلى إقامة دولة فلسطينية على طول حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطق السلطة الفلسطينية. في المقابل، ستحصل إسرائيل على اعتراف وتطبيع من الدول العربية والإسلامية.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس

ولكن هذه المبادرة، التي تضمنت عودة اللاجئين إلى الأراضي الإسرائيلية، تم تجاهلها من جانب رئيس الوزراء أرييل شارون، وتجاهلها زعماء إسرائيل اللاحقون، باستثناء إيهود أولمرت، الذي عرض على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خطة سلام شاملة. وتجنب عباس رفض الاقتراح صراحة، وطلب من أولمرت ألا يزعم أنه قال “لا”.

تغير المشهد في الشرق الأوسط

لقد تغير المشهد في الشرق الأوسط بعد انتخاب رئيس لبناني، وإزاحة الأسد، والصعود العملياتي للحوثي في ​​اليمن، وتراجع نفوذ إيران. ولم يكشف ترامب بعد عن سياسته تجاه إيران، لكنه يشير إلى تفضيله للسلام من موقع قوة.
أما إسرائيل، فسوف تحتاج إلى الانتظار في الوقت الحالي. بحسب المراقبين الإسرائيليين فخلال فترة ولايته الأولى، اعترف ترامب بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكداً أن المدينة هي العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى