دبلوماسى إسرائيلى يوضح: لماذا خطة ترامب للفلسطينيين بعيدة المنال؟

كتب: أشرف التهامي

قال السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة داني أيالون إن: ” يظهر أن ترامب يفكر خارج الصندوق حقًا” وذلك فى تعليقه على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنقل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وفى معرض مناقشة الخطة، وهل هى قابلة للتطبيق؟
وأضاف أيالون، فى تصريحاته لقناة “آي إل تي في” الإخبارية أن الأمر قد لا يكون بعيد المنال كما يبدو، وواصال قائلا: ” إنه في حين واجهت الفكرة مقاومة قوية من الأردن، فإن القلق هو أن تدفق الفلسطينيين قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة.
وأوضح أيالون أن نحو 80% من الأردنيين فلسطينيون، ومن المؤكد أن الملك عبد الله لن يرغب في وجودهم هناك وتولي السلطة، كما حاولوا من قبل.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طرح الأحد، ما أسماه “خطة لتطهير غزة”، قائلا إنه يريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وصرح ترامب للصحفيين: “نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها”، واصفا غزة بأنها “مكان مدمر”، وقائلا إن هذه الخطوة قد تكون “موقتة أو طويلة الأجل”.
وقال الرئيس الأميركي إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، بعد أن تسببت حرب إسرائيل ضد حركة حماس في وضع إنساني صعب بالإضافة إلى مقتل عشرات الآلاف، وعندما سُئل عما إذا كان هذا اقتراحا مؤقتا أو طويل الأجل، قال ترامب: “يمكن أن يكون هذا أو ذاك”.

 بالنسبة للأردن

هذا وجدّد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الأحد، موقف بلاده من رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال الصفدي، خلال مؤتمر صحفي: “نجدد موقفنا من رفض تهجير الفلسطينيين من غزة”.
وأضاف: “موقفنا أن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام ورفضنا للتهجير ثابت لا يتغير”، مؤكدا أن “حل القضية الفلسطينية هو حل فلسطيني، والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”.، وتابع: “توجهنا واضح بتثبيث الفلسطينيين في أرضهم وتنفيذ حل الدولتين”.
كما أشار وزير الخارجية الأردني إلى أن “الأولوية الآن هي تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى سكان القطاع”.
وأردف قائلا: “نعمل على إدخال المساعدات إلى غزة دون انقطاع تمهيدا لبدء عمليات إعادة الإعمار”.، وأوضح: “نتطلع للعمل مع إدارة ترامب لتحقيق السلام في المنطقة وسنعمل مع كل شركائنا في المنطقة للتقدم بخطى واضحة لتحقيق السلام.. السلام الذي نريده هو الذي يلبي حقوق الشعب الفلسطيني”.

بالنسبة لمصر

أما بالنسبة لمصر، فقد أشار أيالون إلى أنه في حين أن شبه جزيرة سيناء شاسعة ويمكنها استيعاب الفلسطينيين مؤقتًا، فإن مصر لن توافق على مثل هذه الخطوة دون موافقة فلسطينية.
وقال أيالون: “يُظهِر ترامب أنه يفكر خارج الصندوق حقًا، إنه يفكر مثل البنّاء، رجل العقارات – في ظل هذا الوضع الفوضوي في غزة والأنقاض، لا يمكنك حقًا البناء مع كل هذا السكان، لذلك سيكون من الأسهل نقلهم للخارج والعودة”.

رفض واستنكار

هذا و قد قوبلت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر و الأردن، برفض واستنكار  في الأوساط الرسمية و الشعبية المصرية، والتي تمسكت بشكل قاطع برفض تهجير الفلسطينيين سواء بشكل مؤقت أو دائم في أي مكان في البلاد، وكذلك أصرت على دعم “الحل العادل والشامل” للقضية الفلسطينية.
وأعرب البرلمان المصري، الاثنين، عن رفضه لتصريحات ترامب، ودعا اللجنة العامة لعقد اجتماع عاجل لوضع خطة عمل متكاملة تستهدف تعزيز التواصل مع البرلمانات الإقليمية والدولية، وإبراز موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية.
وفي اليوم التالي أصدر مجلس النواب، بيانًا أكد فيه دعمه الكامل لـ”جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تقع على عاتقه مسئولية حماية الأمن القومي المصري ومقدرات شعب مصر”، واتخذ البرلمان 4 قرارات عاجلة، وهي:
أولًا، ترجمة البيان الرسمي للمجلس حول القضية الفلسطينية ومحاولات تهجير الفلسطينيين إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وإرساله إلى كافة المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية، بهدف تعزيز الدعم الدولي للموقف المصري الرافض لهذه المحاولات وتوضيح تداعياتها الخطيرة على حقوق الشعب الفلسطيني.
ثانيا، دعوة اللجنة العامة لمجلس النواب لعقد اجتماع عاجل لوضع خطة عمل متكاملة تستهدف تعزيز التواصل مع البرلمانات الإقليمية والدولية، وإبراز موقف مصر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، مع تنسيق الجهود البرلمانية الدولية لدعم الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية.
ثالثا، إرسال خطاب رسمي إلى مجلس الأمن القومي المصري يتضمن الموقف الرسمي لمجلس النواب بشأن محاولات تهجير الفلسطينيين وإعادة توطينهم، مع توضيح مدى تأثير هذه المحاولات على الأمن القومي المصري.
رابعا، دعم الجهود الدبلوماسية المصرية الرامية إلى تثبيت الهدنة في قطاع غزة بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان استقرار الأوضاع الميدانية وتهيئة الظروف لإحياء مسار التسوية السياسية، بما يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى