إكرامي هاشم يكتب: جبن الشام الذي أخرج الفئران وزئير الأسد الذي أرعب القرود وحسرة الخراف (2)

بيان

تناولت في الجزء الأول من المقال التأثير الجنوني لما حدث في سوريا على المتربصين والمتآمرين بأمن واستقرار مصر، وعلى رأسهم جماعة أحفاد شيطان الإسلام، حسن البنا، وكيف وقعوا بغبائهم المعهود في فخ سوريا، التي كانت بمثابة قطعة الجبن التي أخرجتهم من جحورهم، لينفضح أمرهم، وتتبخر سيناريوهاتهم التي نسجوها بخيالهم المريض من أجل زعزعة الاستقرار في مصر.

في هذا الجزء من المقال، نستعرض استغلالهم لمعاناة أهلنا في غزة والمتاجرة بدمائهم على مدار أكثر من عام، وكعادتهم، يعمدون إلى تزييف الحقائق وقلب الصور بهدف النيل من مصر، وذلك من خلال أبواقهم الإعلامية الملوثة بأموال أجهزة مخابرات غربية تحركهم من خلف الستار. وكأنهم وجدوا ضالتهم المنشودة فيما حدث في غزة، متوهمين بأن الفرصة قد حانت لهم.

ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع تلك الحرب، بدأوا في تسويق المشهد لصالح هدفهم المنشود، وهو الطعن في الموقف المصري، واتهام النظام السياسي في مصر صراحةً وبكل فجاجة بالتواطؤ في الحصار المفروض على أهل القطاع، وكأن أعينهم قد عميت عن مئات الشاحنات المتوقفة أمام معبر رفح من الجانب المصري، وعن مئات الجرحى الذين كانت تنقلهم مصر لتلقي العلاج في مستشفياتها، لا سيما الأطفال منهم. وكلما أُبطلت لهم حيلة في هذا الأمر، تراهم يتلونون كالثعابين، مبتكرين حيلًا أخرى، ناسجين بأوهامهم العفنة أكاذيب يرمون بها ذلك البلد الذي تطهر منهم.

رأيناهم طوال عام الحرب، تارةً يتهمون مصر بالموافقة سرًا على صفقة القرن المزعومة، التي يزعمون أنها تقضي بنقل سكان غزة إلى سيناء، متناسين أن شرارة تلك الصفقة انطلقت إبان وجودهم في السلطة، وأن أمرهم قد افتُضح حين كشف بعض الساسة الأمريكيين قبول رئيسهم المعزول لتلك الصفقة مقابل حفنة من المليارات، مطبقين المثل الشعبي المصري: “الساقطة تلهيك، وما فيها تجيبه فيك.”

وكعادتهم، ومنذ نشأتهم على يد جدهم الشيطان الأكبر، حسن البنا، ظلوا يرددون الشعارات التي لا يملكون سواها على مدار أكثر من تسعين عامًا، لا سيما فيما يخص القضية الفلسطينية، التي طالما زايدوا بها على الأنظمة الحاكمة. ولعلني أتذكر شعارهم وهتافهم خلال مظاهراتهم الموجهة عندما كنت طالبًا بالجامعة: “على القدس رايحين، شهداء بالملايين.” متوهمين أننا نسينا أنهم حين كانوا في السلطة، أرسل رئيسهم خطاب الولاء والمودة لرئيس الكيان الذي طالما طالبوا، في شعاراتهم، بفتح الحدود لمحاربته وتحرير القدس منه!

وهنا كانت نهاية أحلامهم الزائفة وتبديد أكاذيبهم، التي أنفقوا عليها المليارات لترويجها عبر أبواقهم الإعلامية الرخيصة، لتنفضح مؤامراتهم الدنيئة في مطالبتهم بفتح الحدود والمعابر مع قطاع غزة الجريح، للسماح بتدفق أبنائه إلى سيناء، غير عابئين بدواعي الأمن القومي المصري. وهنا تكمن الإجابة عن السؤال الذي اختتمت به الجزء الأول من المقال: لصالح من؟

ولعل الإجابة تنجلي في سياق الأحداث، وهي محاولة إحداث فوضى يستطيع من خلالها ميليشياتهم المتخفية في الخارج التسللَ إلى داخل مصر، وهو ما يخدم مصالح الكيان الصهيوني، ويسهل له تنفيذ أهدافه التوسعية. وهنا أتذكر إحدى الجمل الشهيرة في مسلسل “الجماعة” للكاتب العبقري وحيد حامد، عندما قال أحد الجنود لأحد أفراد تنظيم الإخوان: “إنتم مش ممكن تكونوا مصريين… أنتم يهود!”

وإذا باللحظة الفارقة تأتي مع اتفاق الهدنة في غزة، وإذا بالجميع يتفاجأ بالدور المصري المشرف ووقوفه العملي بجانب الشعب الفلسطيني، وكأنني كنت أسمع صرخات هؤلاء المتآمرين وهم يشاهدون كلمات الشكر والثناء تنهال على مصر ورئيسها وشعبها من أبناء غزة. كما رأينا مشهد عودة الآلاف من أبناء القطاع إلى ديارهم، الذي تم بفضل جهود القيادة السياسية في مصر، لنرى الحسرة في أعين الخراف وأتباعهم في كل مكان تواجدوا فيه.

وما زاد من حسرتهم وخيبة أملهم، زئير الأسد في وجه “ماما أمريكا”، وإعلانه بقوة وبكل وضوح رفضه القاطع لمخطط تهجير أبناء غزة إلى الأراضي المصرية، معلنًا صراحةً أن “التهجير خط أحمر.” فكان موقف القائد البطل هو الصخرة التي تفتتت عليها أضغاث أحلامهم، وتحطمت عندها مخططاتهم، هم وبنو جنسهم من القردة.

فكانت تصريحات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمثابة الحجر الذي ضرب به أكثر من عصفور في وقت واحد؛ فقد حطمت آمال الخراف، وأرعبت القردة الذين تحطمت أحلامهم في التوسع.

وفي النهاية، علينا أن نقولها بصوت عالٍ:

تحيا مصر!

اقرأ أيضا:

 إكرامي هاشم يكتب: جبن الشام الذي أخرج الفئران وزئير الأسد الذي أرعب القرود وحسرة الخراف (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى