غادة طلعت تكتب: التنمية الشاملة ودورها في دعم الأمن القومي المصري

بيان

تُعدُ التنمية الشاملة أساسًا جوهريًا في بناء الدولة المصرية الحديثة حيثُ ترتكز على فلسفة عميقة مفادها أن الأمن القومي لا يقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية التقليدية، بل يمتد ليشمل التطوير الشامل للمجتمع في مختلف مجالاته فالتنمية الحقيقية تكمن في القدرة على تحويل الموارد الطبيعية والبشرية إلى قوة دافعة للتقدم والاستقرار.

التحول الاستراتيجي في مفهوم التنمية

لقد أدركت القيادة المصرية أن التنمية الشاملة تتطلب نهجًا متكاملًا يربط بين مختلف القطاعات لذا قامت بالعمل على بناء منظومة مترابطة تجمع بين الأجهزة التشريعية والتنفيذية بهدف معالجة التحديات الهيكلية في المجتمع، وقد ركزت هذه الاستراتيجية على رفع كفاءة المؤسسات، وتوسيع نطاق الخدمات، وخلق فرص حقيقية للتنمية في المناطق المهمشة.

الأمن الاقتصادي هو العمود الفقري للأمن القومي

يشكل الأمن الاقتصادي محورًا استراتيجيًا أساسيًا في المفهوم الجديد للأمن القومي فالاستقرار الاقتصادي لم يعد مجرد هدف، بل أصبح ضرورة وجودية للدولة لذلك قامت مصر بالعمل على تنويع مصادر الدخل، وتعزيز القدرات الإنتاجية وذلك من خلال الآتي:

– تطوير البنية التحتية.
– الاستثمار في القطاعات ذات القيمة المضافة.
– توطين الصناعات الاستراتيجية.
– تقليل الاعتماد على الاستيراد.

المشروعات التنموية وبناء الجمهورية الجديدة

تمثل المشروعات التنموية الكبرى قاطرة مصر للتحول الشامل حيث تتجاوز مفهوم التنمية التقليدية من كونها مجرد مبادرات اقتصادية إلى أدوات حقيقية لإعادة هيكلة المجتمع وتعزيز القدرات الوطنية حيث تركز هذه المشروعات على محاور أساسية تشمل:

الأمن الغذائي: ويتمثل في مشروعات استصلاح الأراضي وتطوير الزراعة مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويوفر فرص عمل للشباب، أما البنية التحتية فقد شهدت نقلة نوعية من خلال مشروعات الطرق والمواصلات والموانئ التي تربط المحافظات ببعضها وتسهل حركة التجارة.

قطاع الصناعة: لقد ركزت الدولة المصرية على الصناعات التحويلية والتكنولوجية مع إنشاء مناطق صناعية متخصصة تساهم في خلق قيمة مضافة عالية، كما شملت الرؤية التنموية قطاعات الصحة والتعليم معتبرةً الاستثمار في رأس المال البشري أساسًا للتنمية المستدامة.

التكامل بين التنمية والأمن: لم تعد التنمية مجرد عملية اقتصادية، بل أصبحت أداة استراتيجية لتحقيق الاستقرار وبناء القدرة الوطنية فالاستثمار في المناطق الحدودية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص العمل للشباب، كلها آليات تساهم في تعزيز الأمن المجتمعي.

وختامًا للأمر فإن التنمية الشاملة في مصر تمثل نموذجًا متكاملًا يربط بين التطوير الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي حيث تتجاوز الاستراتيجية مفهوم التنمية التقليدي لتصبح منهجًا شاملًا لبناء الدولة فالهدف ليس مجرد تحقيق معدلات نمو، بل بناء مجتمع قادر على مواجهة التحديات وصناعة المستقبل.

……………………………………………….

كاتبة المقال: خبيرة اقتصاد وأسواق المال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى