مصر تؤكد التزامها بحقوق الأطفال في القمة الدولية بالفاتيكان

كتب- محمد سيد

شارك الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، ممثلًا عن مصر في القمة الدولية لحقوق الأطفال، التي افتتحها البابا فرنسيس في الفاتيكان، بحضور عدد من قادة الدول والشخصيات البارزة عالميًا. تأتي هذه المشاركة تأكيدًا لدور مصر في دعم حقوق الأطفال وحمايتهم على المستويين المحلي والدولي.

اقرا أيضا.. الصحة توضح حقيقة غلق مستعمرة الجذام

في كلمته، أشاد الدكتور خالد عبدالغفار بجهود البابا فرنسيس في تعزيز الحوار حول حقوق الأطفال، مؤكدًا أن هذا التجمع الدولي يعكس المسؤولية المشتركة لحماية الأطفال وضمان مستقبل آمن لهم.

وأشار إلى أن الأطفال يحتلون مكانة خاصة في جميع الكتب السماوية، مما يضع مسؤولية أخلاقية واجتماعية على عاتق الحكومات والمجتمعات لحمايتهم من الأخطار المتزايدة التي تواجههم، خاصة في ظل الأزمات الإنسانية والنزاعات المسلحة.

وسلط الوزير الضوء على الأوضاع المقلقة التي تهدد حقوق الأطفال عالميًا، مشيرًا إلى أن نحو 400 مليون طفل يعيشون في مناطق النزاع أو يفرون منها، ويتعرض العديد منهم للقتل أو الاختطاف أو الاعتداءات المختلفة.

وأكد أن مصر تدرك أن مستقبلها يعتمد على أجيالها الشابة، حيث يمثل الأطفال دون سن 15 عامًا نحو 34% من السكان، مما يستدعي تنفيذ سياسات قوية لحمايتهم وضمان رفاهيتهم.

جهود مصر في تعزيز صحة الأطفال

استعرض الدكتور خالد عبدالغفار الجهود التي تبذلها مصر لتحسين صحة الأطفال من خلال تبني استراتيجيات وطنية تضمن حصول كل طفل على الرعاية الصحية والتعليم والحماية اللازمة.

وأشار إلى مبادرة “100 مليون صحة” التي أطلقتها الدولة في عام 2018، والتي أصبحت نموذجًا عالميًا في مجال الصحة العامة، حيث نجحت في تحقيق إنجازات ملموسة في الكشف المبكر عن الأمراض والوقاية منها، خاصة فيما يتعلق بصحة الأطفال.

وأوضح أن برنامج التحصين الموسع في مصر حقق تغطية تتجاوز 95%، كما تم فحص أكثر من 13 مليون طالب للكشف عن التهاب الكبد الوبائي “سي”، إلى جانب نجاح الدولة في مكافحة فيروس “بي” بين الأطفال، مما جعل مصر أول دولة في إقليم شرق المتوسط تحقق هذا الإنجاز.

كما تم إجراء أكثر من 50 مليون تقييم للحالة التغذوية، وفحص 6 ملايين طفل حديثي الولادة للكشف عن ضعف السمع، مع تغطية بلغت 84%.

وأشار إلى إطلاق برنامج صحي للكشف الجيني عن 19 حالة وراثية، مما يضمن التشخيص والعلاج المبكر للأطفال، بالإضافة إلى توسيع خدمات علاج اضطراب طيف التوحد وضمور العضلات الشوكي، وتعزيز برامج فحص حديثي الولادة للكشف عن الأمراض الخلقية مبكرًا لمنع المضاعفات الصحية الخطيرة.

وأكد أن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا خاصًا بالصحة النفسية للأطفال من خلال حملة “صحتك سعادتك”، التي تهدف إلى تقديم الدعم النفسي وعلاج الإدمان، إلى جانب التصدي للتحديات الرقمية الحديثة مثل الاستخدام المفرط للإنترنت والألعاب الإلكترونية.

كما تعمل الدولة على دمج رعاية ما قبل الولادة والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ضمن خطط التنمية البشرية لضمان تنشئة متوازنة للأطفال.

التزام مصر بالمسؤولية الإنسانية تجاه الأطفال

أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن التزام مصر بحقوق الأطفال لا يقتصر على حدودها الوطنية، بل يمتد ليشمل الأطفال غير المصريين الذين يتلقون نفس مستويات الرعاية الصحية والتعليم داخل البلاد.

واستشهد بالدور الإنساني الذي لعبته مصر تجاه الأطفال في غزة والسودان، حيث قدمت الرعاية الطبية لأكثر من 26 ألف طفل، وزودتهم بالتطعيمات الإلزامية، واستقبلت مئات الأطفال المصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.

وتحدث عن المشاهد المؤلمة التي رآها خلال زيارته لمعبر رفح، حيث استقبلت مصر آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أهلهم وتعرضوا لإصابات خطيرة جراء القصف العشوائي، وروى قصة الطفل “أحمد”، البالغ من العمر عامين، الذي فقد ساقيه وذراعه وأسرته بأكملها، لكنه تمسك بالحياة رغم معاناته.

كما أشار إلى المأساة التي تعرض لها الأطفال حديثو الولادة في مستشفى الشفاء بغزة، حيث تم إخراجهم من الحضانات بسبب القصف، وهم يواجهون مصيرًا مجهولًا في غياب الرعاية اللازمة.

في ختام كلمته، دعا الدكتور خالد عبدالغفار المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية الأطفال في مناطق النزاع، مشددًا على أن هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح بريئة تستحق العيش بكرامة وأمان.

وأكد أن حماية الأطفال تتطلب التزامًا عالميًا يتجاوز التصريحات، ويترجم إلى سياسات فعالة وإجراءات ملموسة لضمان مستقبل عادل لكل طفل في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى