وزير الري: مصر تواجه تحديات مائية كبيرة في إطار التنمية المستدامة

كتب- حسن كمال

أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أن مصر تعد أعلى دولة تعاني من الإجهاد المائي في حوض نهر النيل، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام استدامة مواردها الطبيعية.

اقرأ أيضا.. بمشاركة دولية.. انطلاق فعاليات الاجتماع الموسع حول سوريا بالرياض

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في لقاء موسع مع الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بحضور عدد من الشباب المصريين لمناقشة القضايا المتعلقة بإدارة الموارد المائية في سياق رؤية مصر 2030.

في حديثه، أشار سويلم إلى أن الدول الواقعة على منابع نهر النيل تمتلك موارد مائية ضخمة، في حين أن مصر والسودان لا تحصلان سوى على 3% فقط من كمية الأمطار التي تتساقط على هذه المناطق.

وأضاف أن مجموع الأمطار التي تسقط على دول حوض النيل تصل إلى 7000 مليار متر مكعب سنويًا، بينما يحصل حوض النيل على 1600 مليار متر مكعب فقط، مما يفاقم الأزمة المائية في مصر.

وأوضح الوزير أن مصر تسعى لتوسيع دائرة التعاون مع دول حوض النيل من خلال العديد من المشروعات التنموية التي تدعم هذه الدول، على سبيل المثال، تم تمويل مشروعات في مجال حصاد مياه الأمطار وإنشاء آبار جوفية تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى مشروعات موانئ نهرية وتطهير المجاري المائية.

من جهة أخرى، أشار سويلم إلى أن الاحتياجات المائية لمصر تتجاوز 114 مليار متر مكعب سنويًا، بينما لا تتجاوز مواردها المائية 60 مليار متر مكعب.

وتستعين مصر بحلول مبتكرة لسد الفجوة، مثل إعادة استخدام 21 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، بالإضافة إلى استيراد محاصيل تعادل حوالي 33.5 مليار متر مكعب سنويًا.

وأشار الوزير إلى أهمية تطوير “الجيل الثاني من منظومة الري 2.0″، التي تشمل تطبيقات تكنولوجية متقدمة مثل استخدام الذكاء الاصطناعي، الأقمار الصناعية، والطائرات بدون طيار (الدرون) لتحسين إدارة المياه.

كما تم تعزيز التوجه نحو تحلية المياه واستخدام مياه الصرف الزراعي المعالج في استصلاح الأراضي، وهو ما يسهم في تأمين موارد مائية جديدة لمصر.

دور الشباب في هذا السياق كان محط اهتمام كبير، حيث تم التأكيد على أهمية مشاركتهم في دعم مشروعات المياه والتنمية المستدامة.

وركز اللقاء على أهمية دمج مفاهيم الاستدامة البيئية في الأنشطة الشبابية، مع تشجيعهم على الابتكار والمشاركة الفعالة في المبادرات التطوعية لحماية الموارد المائية.

كما عرض سويلم خطة الوزارة لتطوير قدرات العاملين في المجال المائي، من خلال تدريب المهندسين والفنيين على أحدث تقنيات تشغيل وصيانة محطات معالجة مياه الصرف الزراعي، كما تناول خطط الوزارة لتطوير المنشآت المائية، مثل تأهيل الترع ومكافحة أخطار السيول.

في ختام اللقاء، أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن التعاون بين وزارتي الشباب والرياضة والموارد المائية يعد نموذجًا ناجحًا لتكامل الجهود الحكومية في تحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف أن الوزارة تعمل على دمج مفاهيم الاستدامة في الأنشطة الرياضية، وهو ما يساهم في تحسين استخدام الموارد الطبيعية على مستوى الشباب، بما يعزز الأهداف الوطنية والإقليمية في مجال المياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى