بريطانيا تسعى لتشكيل مجلس استشاري لمواجهة الإسلاموفوبيا وسط جدل سياسي

وكالات

تعمل الحكومة البريطانية على إنشاء مجلس استشاري جديد يتولى مسؤولية تقديم المشورة بشأن التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا في البلاد، وذلك في إطار جهودها لمكافحة التمييز ضد المسلمين.

اقرأ أيضا.. ترامب: لا يوجد ضمان بأن وقف إطلاق النار في غزة سيصمد

وأفادت صحيفة “التليجراف” بأن الحكومة تدرس تعيين دومينيك جريف، الوزير السابق والنائب العام السابق عن حزب المحافظين، لرئاسة المجلس، نظرًا لدوره السابق في قضايا تتعلق بالحوار بين الأديان ومعالجة التمييز ضد المسلمين.

وسيضم المجلس المقترح 16 عضوًا من مختلف التخصصات، حيث سيعمل على صياغة تعريف رسمي للإسلاموفوبيا تتبناه الحكومة البريطانية، إلى جانب تقديم توصيات للوزراء حول سبل مواجهة الكراهية ضد المسلمين، ويقع المجلس تحت إشراف وزارة الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية، التي تترأسها أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء.

وكان دومينيك جريف قد ترأس سابقًا لجنة مواطني المملكة المتحدة بشأن الإسلام، وهي لجنة تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين وغير المسلمين في البلاد، كما كتب مقدمة لتقرير برلماني في عام 2018 اقترح تعريفًا للإسلاموفوبيا تبناه حزب العمال، ما جعله شخصية بارزة في هذا المجال.

ومع ذلك، واجه التعريف المقترح للإسلاموفوبيا انتقادات واسعة، حيث رأى معارضوه أنه قد يحد من حرية التعبير، ويؤدي إلى فرض قيود قانونية غير مباشرة على انتقاد الإسلام كدين.

وبرزت مخاوف من أن يؤدي تبني هذا التعريف إلى فرض قيود مماثلة لقوانين التجديف، التي تحظر ازدراء الأديان في بعض الدول، وهو ما أثار اعتراضات قوية داخل الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية.

ومن بين الأسماء المرشحة للانضمام إلى المجلس الجديد، قاري عاصم، إمام مدينة ليدز، الذي أقاله حزب المحافظين من منصبه كمستشار حكومي عام 2022 بسبب دعمه لمطالب بحظر فيلم “سيدة الجنة”، الذي أثار جدلًا واسعًا بين المسلمين في بريطانيا.

وتبقى مسألة اعتماد الحكومة البريطانية لتعريف محدد للإسلاموفوبيا غير محسومة حتى الآن، حيث يطالب بعض النواب والمسؤولين بتأجيل أي قرارات نهائية نظرًا للمخاوف المتعلقة بحرية التعبير.

وعلق روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل، قائلاً: “يجب على الحكومة التخلي عن هذا التعريف المعيب للإسلاموفوبيا. علينا بالطبع مواجهة الكراهية ضد المسلمين، ولكن لا ينبغي أن يتحول ذلك إلى وسيلة لفرض قيود على حرية التعبير. لماذا يُسمح بانتقاد المسيحية بينما يتم التعامل مع الإسلام بشكل مختلف؟”.

وكانت المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب، التي ترأسها ويس ستريتنج، وزير الصحة الحالي، قد اقترحت تعريفها للإسلاموفوبيا في عام 2018، بعد مشاورات استمرت 18 شهرًا.

وجاء في نص التعريف أن “الإسلاموفوبيا متجذرة في العنصرية، وهي نوع من العنصرية التي تستهدف تعبيرات عن الإسلام”.

من جانبه، أبدى دومينيك جريف دعمه لهذا التعريف عندما تم نشره لأول مرة، مشيرًا إلى أنه يمثل “مساهمة مهمة في النقاش حول كيفية معالجة كراهية الإسلام في المجتمع البريطاني”.

وعلى الرغم من سجله السياسي الحافل، فقد تعرض جريف لانتكاسات في مسيرته، حيث قام رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون بإقالته من حزب المحافظين عام 2019 بعد معارضته لتشريعات الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، مما دفعه إلى الترشح كمستقل في الانتخابات التالية دون أن يحقق نجاحًا سياسيًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى