التنافس على الفضاء بين روسيا وأمريكا يشعل سباقًا جديدًا بعد تصريحات بوتين وترامب
وكالات
في إطار التوجهات المستقبلية الكبرى في مجال الفضاء، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابًا مهمًا للعلماء الروس، مؤكدًا ضرورة تفوقهم على نظرائهم الأجانب في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
اقرأ أيضا.. زيلينسكي يعبر عن استعداده للتفاوض مع بوتين بعد تعهدات ترامب بإنهاء الحرب
وفي كلمة له خلال مراسم توزيع جوائز الرئاسة الروسية للعلوم والابتكار، شدد بوتين على أهمية دور العلماء في مواجهة التحديات الراهنة، مشيرًا إلى أن الابتكارات الجديدة ستضمن لروسيا الريادة التكنولوجية في مجالات حيوية مثل الفضاء والطاقة النووية.
وأضاف بوتين أن العلماء الروس سيكونون أمام مهام ضخمة توازي مهام “غزاة الفضاء” من الأجيال السابقة، مستعرضًا التحديات التي واجهها جيل العلماء في الفترة السوفيتية.
هذا الخطاب تزامن مع تغييرات جذرية في إدارة وكالة الفضاء الروسية “روس كوسموس”، حيث تم تعيين دميتري باكانوف، البالغ من العمر 39 عامًا، مديرًا جديدًا للوكالة، خلفًا ليوري بوريسوف.
هذه التغييرات جاءت في وقت حساس حيث يتصاعد التنافس بين روسيا والولايات المتحدة في سباق الفضاء، مما يبرز أهمية دفع عجلة التطوير في هذا القطاع الحساس.
القرار الروسي الأخير جاء بعد أسابيع من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أطلقها في خطاب تنصيبه، والتي أشار فيها إلى طموح الولايات المتحدة في رفع العلم الأمريكي على كوكب المريخ.
ترامب، الذي يعول على خبرات الملياردير إيلون ماسك في هذا المجال، أكد أن بلاده ستظل في الصدارة في مجال غزو الفضاء، مؤكدًا أن “لا أمة مثل أمتنا ولا طموح مثل طموحنا”.
ويُنظر إلى هذه التصريحات كإعلان رسمي عن عودة التنافس بين القطبين الكبيرين على الفضاء، في خطابه، تعهد ترامب بأن الولايات المتحدة ستسعى للوصول إلى المريخ، وهو ما يزيد من حدة التنافس في هذا المجال الاستراتيجي.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن تأسيس “قوة الفضاء الأمريكية” في عام 2019، وهي خطوة وصفها البعض بأنها تُمهد لصراع عسكري في الفضاء، وهو ما رصدته موسكو باهتمام.
في هذا السياق، كانت روسيا قد حذرت في أكثر من مناسبة من إمكانية استهداف الأقمار الصناعية الأمريكية إذا تم استخدامها في العمليات العسكرية المرتبطة بالصراع في أوكرانيا.
وتأتي هذه التصريحات والقرارات في وقت حساس يشهد فيه العالم التوترات بين القوتين العظمتين على مختلف الأصعدة، من بينها الفضاء، الذي أصبح ساحة جديدة لتجديد المنافسة بين روسيا والولايات المتحدة.
