عاطف عبد الغنى يكتب: نتنياهو وترامب لن يوقفا دوران الأرض

بيان

كما هو متوقع، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم الإعلان عن مقترحات، وعلى الرغم من أنها كانت شبه متوقعة، إلا أنها أثارت مزيدًا من الجدل ومشاعر الغضب ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل معًا.

أبرز هذه المقترحات كان إعلان ترامب عن نيته “السيطرة على قطاع غزة” بهدف هدمه وإعادة بنائه ليصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”، حسب كلامه.

ولأن الأخير مقاول وسمسار عقارات بالأساس، فالمسألة بالنسبة له ليست سياسة فقط، ولكنها أيضًا أموال و “بيزنس”، تمثله صفقة استثمارية واعدة يستفيد منها هو وأسرته وأصدقاؤه من مقاولي الهدم وتجار العقارات، الذين وظفهم في إدارته الحالية.

وعلى هذا الأساس، أعلن أن الولايات المتحدة هي التي ستتولى العمل في غزة، ثم تسلمها بعد ذلك “تسليم مفتاح” لإسرائيل. كما اقترح ترامب مجددًا نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، ليُكمل بذلك خطة إسرائيل للتطهير العرقي للفلسطينيين، بطردهم من أرضهم ووطنهم التاريخي إلى الأبد، والقضاء على أي حلم لهم في إقامة دولة تزاحم إسرائيل أو تهددها في الحاضر أو المستقبل، كما صورت له أوهامه.

بالطبع، مثل هذه المقترحات لا بد أن تُقابل بالسعادة الغامرة من نتنياهو، وقد عبّر عن ذلك بالإشادة بترامب، واصفًا إياه بأنه “أفضل صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض”.

وزاد مجرم الحرب الصهيوني بانتقاد سياسات الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في الشرق الأوسط، مُرسلًا رسالة موحية إلى يهود أمريكا الأثرياء، الذين يتحكمون في الاقتصاد الأمريكي بنسبة كبيرة.

وبعد… لا يجب ولا ينبغي أن نوهم أنفسنا بأن أمر غزة والفلسطينيين والعرب قد قُضي، فدوران الكرة الأرضية لن يتوقف عند تصريحات أو مقترحات ترامب، والأخير ليس إله الكون، ولا هو قدر إلهي علينا أن نتقبله طوعًا أو إذعانًا. ولكن هناك حسابات أخرى كثيرة ومعقدة في المعادلة، تجاوزها ترامب ونتنياهو عن عمد.

وأول هذه الحسابات ردة فعل شعوب العالم كله، وليس الشعوب المسلمة والعربية فقط.

وثاني الحسابات أوراق الضغط العربية، وأهمها اتفاقات السلام العربية الموقعة مع الكيان الصهيوني، والتي يسعى الصهاينة لاستكمالها بالاتفاقات الإبراهيمية مع المملكة السعودية ودول أخرى، ليُخرجوا هذه الدول من دائرة الدعم العربي للحقوق الفلسطينية والعربية، كما يظنون.

وثالث الأوراق الغضب العربي المتصاعد، على مستوى الحكام والشعوب، من حالة السعار التي أصابت المتطرفين اليمينيين الذين يحكمون إسرائيل، ويجرون خلفهم قطيعًا من البشر منزوعي الضمير، يمثلون خطرًا كبيرًا على إسرائيل قبل أعدائها من “الجوييم”، لو كان نتنياهو وأمثاله يفهمون ذلك.

رقم آخر مهم في المعادلة هو خصوم أمريكا وإسرائيل، وتُمثله إيران، التي يمكن أن تُربك كل حسابات ترامب ونتنياهو، المصاب بخوف جنوني من امتلاكها السلاح النووي، ومن يدري؟ لعلها امتلكته الآن، وتستعد لضرب الكيان الصهيوني إذا هاجمها.

ونزق نتنياهو قد يدفعه إلى ذلك…

وأخيرًا، في نهاية النفق بارقة أمل تعكسها الجموع التي خرجت في واشنطن، تضم أمريكيين، عربًا ويهودًا، تظاهروا أمام البيت الأبيض، معربين عن رفضهم لزيارة نتنياهو ومقترحات ترامب بشأن غزة.

اقرأ أيضا للكاتب:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى