القس بولا فؤاد رياض يكتب: القديس الأنبا بولا أول السواح

بيان
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في التاسع من فبراير، الموافق الثاني من شهر طوبة، بعيد نياحة القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح.

وُلد القديس في مدينة طيبة وكان له أخ يُدعى بطرس. بعد وفاة والديهما، اختلف الأخوان حول تقسيم الميراث، إذ أخذ بطرس النصيب الأكبر، بينما كان بولا أصغر سنًا.
عند توجههما للحاكم للفصل بينهما، رأى القديس جنازة أحد أغنياء المدينة، فتأمل في زوال العالم وقال: “مالي إذن ومال هذا العالم الفاني الذي سأتركه وأنا عريان؟” ثم عاد إلى أخيه وقال: “ارجع بنا، فلستُ مُطالبًا لك بشيء.” لكنه غافله وترك المدينة، حيث أقام ثلاثة أيام في قبر، مصلّيًا طالبًا إرشاد الله.
أرسل الله ملاكًا ليقوده إلى البرية الشرقية الداخلية، حيث عاش سبعين سنة دون أن يرى وجه إنسان، مرتديًا ثوبًا من الليف، وكان الرب يرسل له غرابًا بنصف خبزة يوميًا. أراد الله أن يُظهر قداسته، فأرسل ملاكًا إلى القديس الأنبا أنطونيوس وقال له: “يوجد في البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدميه، وبصلواته ينزل المطر والندى، ويأتي بالنيل في حينه.”
انطلق الأنبا أنطونيوس مسافة يوم حتى وصل إلى مغارة القديس بولا، حيث سجد كل منهما للآخر، وتحدثا عن عظمة الله. وعند المساء، أتى الغراب بخبزة كاملة، فقال القديس بولا: “الآن علمتُ أنك من عبيد الله، فقد اعتدت أن يرسل لي الرب نصف خبزة، لكنه أرسل اليوم خبزة كاملة من أجلك.”
طلب القديس بولا من الأنبا أنطونيوس أن يحضر له الحلة التي أهداها الإمبراطور قسطنطين للبابا أثناسيوس، فذهب ليحضرها، لكنه في الطريق رأى نفس القديس تصعد مع الملائكة. عند وصوله إلى المغارة، وجده قد تنيح، فكفّنه بالحلة وأخذ ثوب الليف، لكنه تحيّر كيف يحفر القبر، فأرسل الله أسدين حفرا المكان ووقفا بخشوع حتى تم الدفن. أما ثوب الليف، فكان يلبسه البطاركة ثلاث مرات سنويًا في الأعياد السيدية الكبرى.
الوزنات التي ربحها القديس الأنبا بولا:
الوزنة الأولى: كان عندك إيمان أن الرب الديان يحفظ حياتك في أمان
الوزنة الثانية: رجاء مع اطمئنان الرب يعولك زي ما عال شعبه زمان
الوزنة الثالثة: محبة كاملة ومحتجبة كانت الأول حبة كبرت حبة بحبة
الوزنة الرابعة: احتمال عيشة بين الجبال مين بس اللي قال ده من المحال
الوزنة الخامسة: ما رأيت حيوان أبدا وخشيت، لكنك صليت نلت نعمة وقويت
الوزنة السادسة: سلطان علي الطبيعة كمان يا بتول يا طاهر بحب إلهك شبعان
الوزنة السابعة: سامع وصايا الرب وخاضع وايدك رافع, جسدك كله خاشع
الوزنة الثامنة: هارب للذات صالب وبيسوع غالب علي كل التجارب
الوزنة التاسعة: ممالك تركت لأجل الملك، في طريقه سالك و وعلى قلبك مالك
الوزنة العاشرة: ما أحلاكي يا وحدة يا ثمره حلوه لذيذة وطعمة، من ذاقك تحلى له العيشة في حاله
من أقوال القديس الأنبا بولا:
“من يهرب من الضيقة يهرب من الله.”

“الإنسان الحر هو الذي لا تستعبده الملذات الجسدية، بل يتحكم في جسده بتمييز صالح وعفة.”
“لا تكنز خطيئتك، بل الأفضل أن تعترف بها أمام الله وتلوم نفسك.”
طوباك يا أنبا بولا،
في السما مع إلهك نلت النعيم، هناك فرحان مع سيدك،
وأولادك محتاجون صلواتك تحرسهم كل حين.

………………………………………………………………….
كاتب المقال: “كاهن كنيسة مارجرجس المطرية – القاهرة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى