ترامب يوقف جميع المساعدات الأمريكية لجنوب أفريقيا بسبب موقفها من إسرائيل
وكالات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق جميع المساعدات المقدمة إلى جنوب أفريقيا إلى أجل غير مسمى، في خطوة تصعيدية جديدة مرتبطة بتوترات سياسية ودبلوماسية بين البلدين.
اقرأ أيضا.. سكان غزة رافضون.. رؤية ترامب
وجاء القرار بعد انتقادات وجهها ترامب إلى الحكومة الجنوب أفريقية، متهمًا إياها بانتهاك حقوق الإنسان وممارسات وصفها بأنها غير مقبولة.
نشر ترامب عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات مباشرة حول قراره، حيث أشار إلى أن جنوب أفريقيا تمارس سياسات تتعلق بمصادرة الأراضي وتسيء معاملة فئات معينة من السكان، مؤكدًا أن هذا الوضع لا يلقى اهتمامًا كافيًا من قبل وسائل الإعلام، التي وصفها بـ”اليسارية المتطرفة”.
كما شدد على أن بلاده لن تتسامح مع ما وصفه بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وأنه قرر تعليق المساعدات لحين اتخاذ إجراءات تصحيحية من قبل الحكومة الجنوب أفريقية.
خلفيات القرار
يأتي هذا التطور بعد تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، خصوصًا بعد أن رفعت الأخيرة دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، تتهمها بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
ووفقًا لمصادر سياسية أمريكية، فإن الحكومة الإسرائيلية مارست ضغوطًا مكثفة على أعضاء في الكونجرس وإدارة البيت الأبيض للرد على هذا التحرك، مما دفع ترامب لاتخاذ قراره بوقف المساعدات.
منذ عودته إلى السلطة بعد فوزه على منافسته كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أظهر ترامب التزامًا واضحًا بدعم إسرائيل في جميع المحافل الدولية، وتوعد بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب معاقبة أي جهات أو دول تتبنى مواقف معارضة لإسرائيل.
ويعكس هذا القرار الجديد استمرار السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل تحت إدارة ترامب، رغم الانتقادات الدولية التي تواجهها.
تداعيات القرار
قرار تعليق المساعدات الأمريكية لجنوب أفريقيا قد يكون له آثار اقتصادية وسياسية كبيرة، خاصة أن الولايات المتحدة تعد واحدة من أكبر الجهات المانحة للبلاد في عدة مجالات، تشمل الصحة والتعليم والتعاون العسكري.
ووفقًا لمصادر حكومية في بريتوريا، فإن المسؤولين الجنوب أفارقة يدرسون سبل التعامل مع هذه الخطوة، وسط توقعات بتصاعد التوتر بين البلدين.
في السياق ذاته، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يستهدف جنوب أفريقيا، في خطوة وصفها البيت الأبيض بأنها تهدف إلى “التصدي لقضايا حقوق الإنسان”.
ونقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية أن هذا القرار يأتي في إطار مراجعة شاملة للعلاقات بين البلدين، وربما يتبعه فرض عقوبات إضافية أو إجراءات دبلوماسية أخرى.
ردود الفعل المحتملة
لم تصدر حكومة جنوب أفريقيا بيانًا رسميًا حتى الآن، لكن من المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل قوية من قبل المسؤولين الجنوب أفارقة، الذين يعتبرون القرار مسيسًا ويهدف إلى الضغط عليهم للتراجع عن موقفهم في محكمة العدل الدولية. كما قد يؤدي هذا القرار إلى مزيد من التوتر داخل القارة الأفريقية، حيث تحظى جنوب أفريقيا بدعم واسع من دول الاتحاد الأفريقي في موقفها تجاه القضية الفلسطينية.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى تأثير هذا القرار على العلاقات الأمريكية الجنوب أفريقية على المدى الطويل، وهل يمكن أن يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات الدبلوماسية في المنطقة، خاصة مع توجه العديد من الدول الأفريقية نحو تعزيز علاقاتها مع قوى دولية أخرى، مثل الصين وروسيا.
