أصداء زيارة وزير التعليم الإيطالي لمصر.. خطوة جديدة نحو تعاون تعليمي متكامل
وسائل الإعلام الإيطالية تشيد بالزيارة
رسالة إيطاليا من: إكرامى هاشم
ردود فعل غاية فى الإيجابية من وسائل الإعلام الإيطالية على الزيارة التي يقوم بها جوزيبي فالديتارا، وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الإيطالي، إلى القاهرة.
ورصدنا هنا فى إيطاليا إشادات رائعة حيث وصفت بعض الوسائل الإعلامية الإيطالية الزيارة بأنها حدث بارز، فيما اعتبرتها أخرى تبادلاً ثقافيًا بناءً بين البلدين.
معرض تعليمي إيطالي
وخلال زيارته لمصر، افتتح فالديتارا أول معرض تعليمي إيطالي يُقام خارج إيطاليا، تحت اسم “فيلاجيو إيطاليا”، والذي يركز على التعليم الفني والمهني. وقد أُقيمت هذه الفعالية بالتعاون مع السفارة الإيطالية في القاهرة، داخل معهد دون بوسكو التقني والمهني الساليزي في العاصمة المصرية. ويأتي “فيلاجيو إيطاليا” في إطار خطة ماتي وتعزيزًا لمذكرة التفاهم التي وقّعتها إيطاليا ومصر في مارس 2024، والتي تهدف إلى تطوير التعاون التعليمي وتعزيز التدريب الفني والمهني، بالإضافة إلى دعم نشر اللغة الإيطالية.
شهد الحدث مشاركة 48 أكاديمية متخصصة في المجالات التكنولوجية ذات الأهمية الاقتصادية بين إيطاليا ومصر، مثل الميكاترونيك، السياحة، المنسوجات، الطاقة، الصناعات الغذائية، والتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب سبع مدارس إيطالية متخصصة، ومدرسة تمثل شبكة مدارس مونتيسوري. كما تضمن المعرض ورش عمل استمرت يومين، استهدفت الطلاب والمعلمين المصريين، وتناولت موضوعات مثل اللغة الإيطالية، نظام التعليم التقني الإيطالي (ITS)، المهارات الشخصية، التعليم المالي، والأزياء والمنسوجات، بمساهمة من Salone dello Studente و Job&Orienta.
أكد الوزير فالديتارا أن “فيلاجيو إيطاليا” يمثل اعترافًا مهمًا بجودة التعليم الإيطالي، والذي يحظى بتقدير كبير في مصر سواء من المؤسسات التعليمية أو من قطاع الأعمال المحلي. كما أشار إلى أن الإصلاحات التعليمية الأخيرة في إيطاليا، مثل نموذج 4+2، تعد أدوات رئيسية لتأهيل الشباب بمهارات عالية.
كلمة فالديتارا
وفي كلمة ألقاها فى هذه المناسبة، قال فالديتارا:
“إن هذا التعاون سيوفر فرصًا كبيرة للتنمية الاقتصادية ودعم الشركات الإيطالية والمصرية. كما أن إدخال أكاديمية ITS في مصر، وفي مناطق أخرى من أفريقيا، سيساهم في تعزيز الاستثمارات الإيطالية، مما يوطد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. نحن نستثمر في تدريب الموارد البشرية محليًا، بما يضمن تأهيل الكوادر وفقًا لاحتياجات سوق العمل، ويعزز التكامل بين النظامين التعليمي والإنتاجي في مصر وإيطاليا.”
وأضاف الوزير الإيطالي أن هذه الشراكة تمثل “منصة قوية للتعاون، تجمع بين التعليم والتدريب المهني والصناعي، إلى جانب الدبلوماسية التعليمية والتجارية”، مؤكدًا أن خطة ماتي لأفريقيا تعتبر التعليم والتدريب من الأولويات الرئيسية للتعاون الدولي.
تعزيز التعاون الثنائي
خلال زيارته للقاهرة، التقى فالديتارا بنظيره المصري الدكتور محمد عبد اللطيف، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب المهني. كما افتتح الوزيران ندوة التعاون الإيطالي المصري في التعليم الفني والمهني، حيث وصف عبد اللطيف الشراكة بين البلدين بأنها “نموذج ملهم للتعاون المثمر”، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة ساهمت في تبادل المهارات والخبرات، وتحسين قدرات الطلاب والمعلمين المصريين.
وأضاف الوزير المصري:
“نأمل في استمرار هذا التعاون، حتى تستفيد مصر من التجربة الرائدة لإيطاليا في ربط التعليم الفني بالقطاع الصناعي وريادة الأعمال، بما يضمن تزويد سوق العمل بالمهارات المطلوبة وفقًا لأعلى المعايير الدولية.”
وأكد عبد اللطيف التزام مصر بتوفير بيئة مواتية لتعزيز الاستفادة من هذا التعاون المشترك.
التقارب بين النظامين التعليميين المصري والإيطالي
بمناسبة الزيارة، وقّعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الإيطالية خطاب نوايا مع وزارة التربية والتعليم والتدريب الفني المصرية، يهدف إلى إنشاء منصة مشتركة لتعزيز التقارب بين النظامين التعليميين المصري والإيطالي في مجال التدريب المهني.
وتنص الوثيقة على أن الجانبين يسعيان إلى:
- مواءمة الأنظمة التعليمية بين البلدين، عبر تبادل أفضل الممارسات من المدارس الفنية التطبيقية المصرية والمعاهد الفنية العليا الإيطالية.
- إنشاء “جسر تعليمي متكامل”، يتيح للطلاب المصريين فرصة الالتحاق بالدورات التعليمية في المدارس الفنية الإيطالية، مما يساعدهم في الحصول على مؤهل أوروبي.
- إدراج اللغة الإيطالية ضمن برامج التعليم الفني المصري، مما يسهل اندماج الطلاب في بيئات العمل الإيطالية.
- تنفيذ برامج تبادل طلابي، واتفاقيات توأمة بين المدارس، ومشاريع بحثية مشتركة، بدعم من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في القاهرة.
وسيتم تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على تنفيذ هذه الأنشطة، على أن تمتد الاتفاقية لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد والتعديل بالاتفاق المتبادل. وعلى الرغم من أن الوثيقة غير ملزمة قانونيًا، إلا أنها تمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير التعليم الفني والتقني في مصر وفقًا للمعايير الأوروبية.
ختام الزيارة والتطلعات المستقبلية
تُعد زيارة فالديتارا لمصر بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من التعاون التعليمي والتقني بين البلدين، حيث تسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية، وتدعم تكامل سوق العمل بين مصر وإيطاليا. كما أن هذه الخطوات تمثل نموذجًا ناجحًا يمكن تعميمه في مناطق أخرى من أفريقيا، بما يحقق رؤية مشتركة لتنمية الموارد البشرية ودعم الابتكار الصناعي في المنطقة.
