رفض أمريكي واسع لخطة ترامب حول غزة
وكالات
تصاعدت موجة الرفض داخل الولايات المتحدة لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، والذي يتضمن تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على القطاع بدعوى تحويله إلى منطقة سياحية تحت سيطرة واشنطن.
اقرأ أيضا.. د. محمد إبراهيم بسيوني يكتب: ترامب وحماس
جاء هذا الرفض من مستويات مختلفة، شملت الكونجرس، الرأي العام، ومراكز البحث، مما يعكس تزايد القلق من التداعيات السياسية والأمنية لهذا الطرح.
في خطوة غير مسبوقة، وقع 145 نائبًا في الكونجرس الأمريكي على رسالة موجهة إلى الرئيس ترامب، يطالبونه فيها بسحب مقترحه فورًا، محذرين من أن تهجير الفلسطينيين بالقوة يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويعرض المصالح الأمريكية للخطر.
وأكد النواب أن على الولايات المتحدة لعب دور إيجابي في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بدلاً من تبني مقترحات تؤدي إلى تصعيد العنف وزيادة التوتر في الشرق الأوسط.
نص الرسالة شدد على أن التهجير القسري لمليوني فلسطيني من قطاع غزة لن يكون فقط غير أخلاقي، بل سيخالف اتفاقيات جنيف، وسيجعل الولايات المتحدة في مواجهة انتقادات دولية حادة.
كما حذر الموقعون من أن مجرد الحديث عن احتمال تنفيذ هذا السيناريو سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، ويضع القوات الأمريكية في دائرة الاستهداف، ويخلق موجة جديدة من العداء ضد واشنطن حول العالم.
الرفض لم يقتصر على المستوى السياسي، بل انعكس أيضًا في استطلاعات الرأي داخل الولايات المتحدة، حيث كشف استطلاع أجرته منظمة “داتا فور بروجرس” أن 64% من الأمريكيين يعارضون خطة ترامب بشأن غزة.
وأظهر الاستطلاع، الذي شمل 1200 مشارك بين 8 و9 فبراير، أن 47% يعارضون الخطة بشكل قاطع، بينما أبدى 17% رفضهم الجزئي لها.
البيانات كشفت أيضًا عن انقسام سياسي داخل الشارع الأمريكي، حيث أبدى 85% من الديمقراطيين رفضهم القاطع لمقترح ترامب، مقابل 63% من المستقلين، و43% فقط من الجمهوريين، كما عارض 69% من المشاركين إرسال قوات أمريكية إلى الشرق الأوسط لتنفيذ هذه الخطة.
شبكة “سي بي إس نيوز” أجرت استطلاعًا آخر أكد أن 47% من الأمريكيين يرون أن مقترح ترامب بشأن غزة سيئ، بينما لم يكن 40% متأكدين من موقفهم، في حين أيده 13% فقط.
كما أظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة من الأمريكيين لا يملكون معلومات كافية حول هذا المقترح، حيث لم يسمع به 11%، بينما قرأ أو سمع عنه قليلًا 38%، مقابل 28% فقط لديهم معرفة كاملة بتفاصيله.
على المستوى الدولي، لاقت تصريحات ترامب بشأن غزة معارضة واسعة من الدول العربية والمجتمع الدولي، حيث رفضت السلطة الفلسطينية بشكل قاطع أي محاولات لفرض تغيير ديموغرافي في القطاع.
كما جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفضه للمخطط خلال لقائه بترامب، مشددًا على أن أي حل للصراع يجب أن يكون قائمًا على مبدأ الدولتين واحترام حقوق الفلسطينيين.
في المقابل، جاءت ردود الفعل الإسرائيلية مرحبة بالمقترح، حيث اعتبره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فرصة لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة، وهو ما يتماشى مع خطط إسرائيلية سابقة كانت تهدف إلى تقليل عدد السكان الفلسطينيين في القطاع.
