خطة إسرائيلية جديدة لترحيل الفلسطينيين إلى سوريا.. ما دور الجولانى؟

كتب: أشرف التهامي

خطة خبيثة من تل أبيب ، لتوطين أهل غزة في سوريا، ومقابل ذلك سيغدقون على رئيس سوريا الجديد بالأموال و العطايا ضمن صفقة القرن البديلة، فما القصة؟
تحت عنوان خطة غير إعتيادية و جريئة، لتغيير الشرق الأوسط، نشرت القناة السابعة الإسرائيلية تفاصيل خطة بديلة للتهجير و الوجهة القادمة ستكون سوريا، بصفقة يحتاجها أحمد الشرع ” أبو محمد الجولاني” أكثر من تل أبيب.
وترى القناة الإسرائيلية ، أن زعيم سوريا الجديد الذى نصب نفسه رئيساً للبلاد دون انتخابات شرعية ،أحمد الشرع ” أبو محمد الجولاني في حاجة ملحة إلى مكونين أساسيين لترسيخ حكمه المؤقت ليبقى جاسماً على قلب الحكم في سوريا و هما :

1- اعتراف دولي يعزز مكانته

2- مساعدة اقتصادية ضخمة لترميم البنى التحتية و إعادة الإعمار بعد الحرب المدمرة التي إستمرت لأكثر من عقد في عهد الأسد، و ذلك بحسب القناة الإسرائيلية.
و هذا مايراه الكيان الإسرائيلي فرصة لا يمكن تعويضها،فبمنطق النفط مقابل الغذاء تقول القناة،”إن الإدارة السورية المؤقتة الجديدة ستحصل على تعويضات و دعم اقتصادي كبير مقابل توطين الفلسطينيين في سورياضمن صفقة قرن بديلة في ظل الرفض القاطع الذي تصر عليه مصر و الأردن و بدعم السعودية و من خلفهم كافة الدول العربية قاطبة.
و تزعم القناة الإسرائيلية،أن في لب تلك الصفقة سيوظف المجتمع الدولي استثمارات ضخمة لإعادة بناء سوريا ، حتى تصبح قادرة لاستيعاب هذا العدد الهائل من الفلسطينيين.
كما سيقود ترامب مبادرة كبيرة باعتراف دولي يضفي شرعية دولية لأحمد الشرع “الجولاني” مما يعززاستمرار حكمه في البلاد والذي مازال مدرج على لائحة الإرهاب هو وكافة أفراد حكومته الدولية التي اغتصبت السلطة في سوريا بدعم قطري تركي ومباركة غربية تهللت لها أسارير الكيان الصهيوني المستفيد الأكبر من كل ما يحدث في سوريا والشرق الأوسط.
فهل سنشهد ضغطاً من الإدارة الأمريكية و الإسرائيلية على الإدارة السورية المؤقتة في سوريا في الأيام المقبلة بعرض مماثل لما بثته القناة الإسرائيلية؟
والسؤال الذي يطرح نفسه ، ما سبب بث القناة الإسرائيلية لهذا التقرير في هذا الوقت؟

كيف استفادت اسرائيل من الحكومة الجديدة في سوريا؟

لم تضيع إسرائيل وقتاً بعد سقوط نظام الأسد وفراره إلى موسكو، إذ سارعت إلى قصف جميع الأصول العسكرية السورية التي أرادت منع وصولها إلى أيدي فصائل المعارضة، واستهدفت نحو 500 هدف، ودمرت البحرية السورية، وزعمت أنها قضت على 90% من منظومات الدفاع الجوي المعروفة في البلاد.
وسيطرت إسرائيل على أعلى قمة في سوريا، وهي قمة جبل الشيخ (2814 فوق سطح البحر)، التي قد تكون، وفقاً لتقرير نشره موقع CNN، واحدة من “أكثر المكاسب ديمومة”، رغم زعم المسؤولين الإسرائيليين أن “الاحتلال مؤقت”.
وتقع القمة على بعد أكثر من 35 كيلومتراً (حوالي 22 ميلاً) من دمشق، ما يعني أن السيطرة على سفوحها السورية، التي أصبحت الآن تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، تجعل العاصمة السورية ضمن نطاق المدفعية.
يشار إلى أنه بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اتخذ مواقع في المنطقة العازلة (بلغت أكثر من 10 مواقع) بمرتفعات الجولان المحتل، التي تفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والسورية منذ عام 1974.
ومنذ سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا، احتل الجيش الإسرائيلي عدة مواقع في سوريا على طول الحدود بين البلدين.
فبعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، أطلقت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق في جنوب سورية، معلنة أن هدفها الاستراتيجي هو:
ضمان أمن حدودها الشمالية.
منع المجموعات المعادية من استغلال الفراغ الناتج عن انهيار النظام.
وركّزت الحملة على:
تدمير القدرات العسكرية السورية.
وإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود.
وزعمت إسرائيل أنّ الهدف من عملياتها “دفاعي”، لمواجهة تهديدات الأسلحة المتقدمة، ومنع وصولها إلى حزب الله أو جهات أخرى معادية.

التغيرات في خطوط السيطرة

في الأسبوع الأول، سيطرت إسرائيل على مساحة 303 كيلومتر مربّع، ومع انسحابها من منطقة حوض اليرموك لاحقًا، توسّعت في المحاور الشمالية، لتصل مساحة سيطرتها إلى 346 كيلومتر مربع. وتوضح الخرائط المرفقة واقع هذه السيطرة، حيث يظهر التحوّل في المحاور العسكرية الإسرائيلية بعد توغلها الأولي.

خريطة رقم (1)

خلال الأسبوع الأول من سقوط نظام الأسد، تقدّمت القوات الإسرائيلية من أربعة محاور مختلفة، امتدت من حوض اليرموك ووصلت إلى قمة جبل الشيخ، وتوضح (خريطة رقم 1) واقع السيطرة والمحاور التي تقدمت منها إسرائيل، مع المساحات التي سيطرت عليها حتى تاريخ 24  ديسمبر 2024، وتوضّح (خريطة رقم 2) واقع السيطرة الحالي، وقد تضمّن انسحاب إسرائيل من منطقة حوض اليرموك، وتوسعها في المحاور الشمالية، وارتفعت مساحة الرقعة التي توغلت فيها إسرائيل، من 303 كلم مربع، إلى 346 كلم مربع.
واندلعت تظاهرات في القنيطرة والحضر وغيرها من المناطق، طالب فيها السكان بانسحاب القوات الإسرائيلية من قراهم وأراضيهم، وقد عبّروا عن استيائهم من عدم تحرك الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، أو المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.

من جانبها أدانت الأمم المتحدة التصرفات الإسرائيلية، مشيرة إلى انتهاكات محتملة لاتفاقية فكّ الاشتباك لعام 1974، في حين تُصرّ إسرائيل على أنّ أفعالها تهدف إلى الدفاع عن النفس.

خريطة رقم (2)
خريطة رقم (2)

ويمكن القول إن التقدّمات الإسرائيلية في جنوب سورية تعكس استراتيجية قائمة على حماية الأمن الإسرائيلي من منظورها، لكنها تأتي على حساب تعقيد الوضع السوري، وزيادة معاناة السكان المحليين.

وبينما تحقق إسرائيل أهدافًا عسكرية قصيرة المدى، يبقى التأثير طويل المدى لهذه التوغلات في الاستقرار الإقليمي وعلاقات سورية الدولية تحدّيًا مستمرًا للمرحلة المقبلة.

استيلاء إسرائيل على 3300 قطعة سلاح

وكانت إسرائيل قد أعلنت فى وقت سابق عن الاستيلاء على أكثر من 3300 قطعة عسكرية من سوريا خلال الأسابيع الماضية، وقالت إسرائيل إنها استولت على دبابات للجيش السوري وأسلحة وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف صاروخية وقذائف هاون ومعدات مراقبة، من بين أسلحة أخرى، ولم يحدد الجيش الإسرائيلي مواقع ولا تواريخ الاستيلاء على هذه القطع العسكرية السورية.

وأخيراً عزيزي القارئ هل ترى إمكانية تحقيق ما تروج له القناة السابعة الإسرائيلية من إحتمال صفقة قرن جديدة لصالح إسرائيل و ” الجولاني” على حساب القضية الفلسطينية بعد الجهود المصرية الجبارة لمنع تهجير الفلسطينيين خارج بلادهم؟
هذا ما ستخبرنا به قادم الأيام.

طالع المزيد:

 – كيف يتعامل “نظام الجولانى” مع الوجود العسكري الروسي فى سوريا؟.. وزير الدفاع يجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى