جرائم مروعة تهز مصر.. كيف أخفى السفاحون وجوههم خلف مهن عادية؟

كتب- علي سيد
شهدت مصر خلال عامي 2024 و2025 سلسلة من الجرائم البشعة التي ارتكبها عدد من السفاحين في مناطق متفرقة، ما أثار ذعراً واسعاً بين المواطنين.
اقرأ أيضا.. حساب سفاح المعمورة على فيسبوك يكشف عن مفاجأة صادمة
اللافت في هذه القضايا أن مرتكبيها لم يكونوا مجرمين معروفين، بل أشخاصاً يمارسون وظائف عادية في المجتمع، ما جعل اكتشافهم أمراً صعباً على الأجهزة الأمنية.
من الجيزة إلى الإسكندرية مروراً بالغربية والتجمع الخامس، برزت أسماء عدة لقتلة محترفين استخدموا أساليب مختلفة لإخفاء جرائمهم.
سفاح الجيزة: محامٍ يتحول إلى قاتل متسلسل
يُعد قذافي فراج أحد أخطر السفاحين الذين ظهروا في مصر خلال السنوات الأخيرة، درس القانون وعمل في التجارة وكان يمتلك مكتبة، لكنه في الخفاء كان قاتلاً لا يتردد في التخلص ممن يعرقلون طريقه، ارتكب أربع جرائم قتل بين عامي 2015 و2018، شملت صديقه المقرب وزوجته وشقيقتها وعاملة لديه.
استخدم أساليب مختلفة في القتل، أبرزها التسميم والضرب المبرح، قبل أن يخفي الجثث داخل شقة سكنية بالدور الأرضي، تم القبض عليه بعد سنوات من جرائمه، وصدر بحقه حكم بالإعدام، وأيدت محكمة النقض القرار.
سفاح المعمورة: المحامي الذي قتل موكلته
في الإسكندرية، ظهر نصر الدين السيد، المحامي الذي استخدم خبرته القانونية في تنفيذ جرائمه، ارتكب ثلاث جرائم قتل بين عامي 2022 و2024، وكان ضحاياه زوجته السابقة وموكلته ورجلاً آخر يعمل مهندساً.
لم يكن يقتل بدافع الانتقام الشخصي فقط، بل دُفنت الجثث داخل شقته في منطقة المعمورة لتظل جرائمه طي الكتمان، ورغم القبض عليه، فإن التحقيقات لا تزال جارية، ولم يصدر بحقه حكم نهائي حتى الآن.
سفاح التجمع: المدرس الذي استغل مواقع التواصل لاستدراج ضحاياه
كريم محمد سليم، مدرس لغة إنجليزية وناشط على منصة “تيك توك”، استخدم الإنترنت كأداة لاستدراج ضحاياه، خلال الفترة من نوفمبر 2023 إلى أبريل 2024، استدرج ثلاث سيدات عبر منصته وقام باحتجازهن داخل غرفة معزولة في شقته بالتجمع الخامس.
لم يكتفِ بالقتل، بل مارس أبشع أنواع التعذيب قبل التخلص من الجثث في مناطق صحراوية، بعد كشف جرائمه، أحيلت أوراقه إلى المفتي مرتين، وصدر حكم بإعدامه.
سفاح الغربية: الطباخ الذي بدأ جرائمه منذ عام 2011
عبد ربه موسى، الذي عمل شيف طباخ، كان أخطر مما يبدو عليه، لم يكن قتل زوجته الأولى عام 2011 سوى بداية لسلسلة من الجرائم راح ضحيتها خمس سيدات أخريات.
استخدم معرفته بالمطبخ في التخلص من الأدلة، لكن الجهات الأمنية تمكنت في النهاية من كشف أمره، أحيلت أوراقه إلى المفتي، وصدر بحقه حكم بالإعدام.
تكشف هذه القضايا عن حقيقة صادمة: القاتل ليس دائماً شخصاً منبوذاً أو بعيداً عن المجتمع، بل قد يكون شخصاً يعمل بوظيفة طبيعية، يتعامل مع الناس يومياً دون أن يثير الشكوك، تنوع المهن بين محامٍ ومدرس وتاجر وطباخ يجعل من الصعب التنبؤ بخطورة شخص معين بناءً على مهنته.