شريف عبدالقادر يكتب: إخوانى ومحتال ومريض نفسى.. 3 حكايات واقعية جدا

بيان

(1)

ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك وتيك توك، فيديوهات عن مساعدات مالية يقدمها أمراء خليجيون وأثرياء.

وفي بعض هذه الفيديوهات، تظهر فتيات محجبات يقرأن آيات قرآنية بهدف جذب الراغبين في الحصول على المساعدات المالية.

تصادف أنني قابلت جارًا يعاني من مشاكل مادية وصحية، فحكى لي أنه أرسل طلبًا إلى إحدى الجمعيات الخليجية، فتلقى إفادة بأنهم سيرسلون له عشرة آلاف دولار، بشرط أن يرسل حوالة بقيمة 300 دولار لإنهاء إجراءات تحويل المبلغ. فأوضحت له أنهم مجرد محتالين لا يملكون أي رحمة، ونصحته بعدم التعامل معهم، خاصة أولئك الذين يستخدمون أسماء أمراء وأثرياء.

ونصيحة للجميع: لا تصدقوا كل ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من أخبار أو إعلانات عن مساعدات مالية، فقد يكون الكثير منها محض احتيال.

(2)

إخوانى يستولى على ميراث اشقائه فى غياب قانون رادع لأمثال هذا الجاحد.. والحكاية كما علمتها أن الوالد كان له نشاط تجاري، ولديه ثلاثة محلات متقاربة، وعقار، وقطعتا أرض. وكان الوالد معروفًا بسمعته الطيبة. وكان ابنه الإخواني يتابع العمل مع والده بعض الوقت بعد انتهاء مواعيد عمله الحكومي. وعندما توفي والده، فرض سطوته على كل شيء، مدعيًا أن والده كتب له جميع ممتلكاته، وساعده في ذلك أبناؤه الشباب، حيث رفض إعطاء شقيقه وشقيقاته حقوقهم، كما رفض السماح لشقيقه بالإقامة في شقة الوالد المغلقة.

وعندما صدر قرار إزالة للعقار الذي تقيم فيه إحدى شقيقاته الأرملة، وطلبت الإقامة في شقة والدها، رفض طلبها. كما قام بتقسيم أحد المحلات، وأجر جزءًا منه لشقيقته الأرملة، لكنه فجأة طلب مضاعفة القيمة الإيجارية، مما اضطرها إلى ترك المحل.

وقد انقلبت به سيارته الخاصة أكثر من مرة، لكنه لم يتعظ. كما خضع لجراحة لاستئصال إحدى كليتيه، ورغم ذلك لم يتعظ. أما أحد أبنائه، الذي كان يحتمي به، فقد أصبح مدمن مخدرات، ووصل به الأمر إلى بيع منقولات شقته الزوجية للإنفاق على المخدرات، كما أصبح يسرق وينصب على الآخرين. ورغم ذلك، كان والده سارق ميراث أشقائه يتدخل ويتوسل لضحايا ابنه، بل ويسدد المبالغ التي استولى عليها.

ورغم أنه يقيم بعيدًا، إلا أنه ترك شقة والده المغلقة – التي رفض إقامة شقيقه أو شقيقته فيها – ليجلس بها ابنه المدمن وقتما يشاء.

ورغم كل ذلك، لم يتعظ ولم يعطِ أشقاءه حقوقهم.

وعندما ابتلينا بحكم الإخوان، كان يتباهى بانتمائه لهم، وكان يشاهد في محله أحاديث قياداتهم في التلفزيون. وفي أثناء اعتصام رابعة، كان يتباهى بشراء أدوية ولوازم ليسلمها إلى المعتصمين هناك.

إن هذا الإنسان الجشع، المتبلد الإحساس، يتصرف بحرية بسبب قانون غير رادع لناهبي ميراث الأشقاء، علاوة على ارتفاع مصاريف التقاضي وأتعاب المحاماة. كما لا يبالي بقيمة الضرائب المستحقة، التي تجاوزت مائتي ألف جنيه، معتمدًا على أن المطالبة الضريبية لا تزال باسم والده المرحوم.

(3)

فوجئ صديق بنزول شخص إلى بلكونة شقته وطرقه بيده على شيش (باب) البلكونة. وعندما أراد التأكد من أن أحدًا يطرق الباب، فوجئ بمن يقول له: “افتح يا عمي، هناك أشخاص يطاردونني”. فأحضر الصديق سكينًا وأدخلها بين ريش الشيش، فهرب هذا الشخص وصعد إلى السطح واختفى.

نزل الصديق ومعه بعض الجيران لصعود المنزل المجاور لضبط هذا الشخص، وقبل الصعود أتى إليهم معترفًا بأنه هو من صعد، مبررًا ذلك بأن هناك أشخاصًا يطاردونه. كانت ملابسه رثة ومتسخة، وكان حافي القدمين، وقال إنه هرب من ميدان السيدة زينب، واستقل توكتوك وتركه قرب المنزل الذي صعد إليه. كما ذكر أنه يسكن في مصر القديمة، وأن عنوانه المسجل في بطاقته الشخصية بالبساتين، وأن لديه ثلاثة أبناء، وزوجته عند أهلها في الأباجية حيث ستنجب ابنه الرابع هذا الشهر، وأنه يعمل ميكانيكيًا لمعدات ثقيلة.

وبدا واضحًا أنه يعاني من اضطراب نفسي، فتركوه يمضي لحال سبيله. ومن المؤسف أن هناك مرضى نفسيين يعيشون بين المواطنين دون علاج، في ظل عدم الاهتمام بعلاجهم في المستشفيات الحكومية بالقسم المجاني، حيث يتم قبول المحولين من النيابة فقط للتأكد مما إذا كانوا مرضى نفسيين أم أسوياء ويدّعون المرض.

أما من يريدون علاج مريض نفسي في المستشفيات الحكومية، فيتم قبولهم في القسم الاقتصادي مقابل 2400 جنيه شهريًا، وهو مبلغ كان يُعمل به منذ خمس سنوات وربما ارتفع الآن، ما يجعله فوق طاقة الكثيرين ممن لديهم مريض نفسي. وهذا يستدعي اهتمام الدولة بالمستشفيات النفسية الحكومية، بجانب الاهتمام بالتأمين الصحي الشامل، مع الوضع في الاعتبار أن المريض النفسي يحتاج إلى فترة إقامة طويلة للعلاج.

اقرأ أيضا للكاتب:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى