جرائم السفاحين في مصر.. أنماط متشابهة ودوافع مختلفة

كتب- علي هلال
شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة جرائم بشعة ارتكبها عدد من السفاحين الذين أثاروا الرعب بين المواطنين، من بينهم سفاح المعمورة، سفاح التجمع، سفاح الجيزة، وسفاح الغربية.
اقرأ أيضا.. جرائم مروعة تهز مصر.. كيف أخفى السفاحون وجوههم خلف مهن عادية؟
ورغم تباين تفاصيل كل قضية، فإن هناك أوجه تشابه واضحة بينهم، سواء في طبيعة الجرائم أو دوافعها، مع وجود اختلافات في طرق التنفيذ والخلفيات الشخصية لكل مجرم.
سفاح المعمورة
نصر الدين، محامٍ يبلغ من العمر 51 عامًا، اشتهر بسمعته الجيدة في الإسكندرية، لكنه كان يخفي جانبًا مظلمًا قاده لارتكاب ثلاث جرائم قتل بحق زوجته السابقة، موكلته السابقة، وأحد معارفه المهندس محمد إبراهيم.
اتبع السفاح أسلوب استدراج الضحايا إلى مكتبه، حيث قتلهم بدم بارد ودفنهم داخل شقة كان يستخدمها كمقبرة سرية، دوافعه تنوعت بين الخلافات الشخصية، المالية، ورغبته في التخلص من أي تهديدات قد تواجهه من ضحاياه.
سفاح التجمع
كريم محمد سليم، مدرس لغة إنجليزية وناشط على تطبيق “تيك توك”، اتخذ نهجًا مختلفًا في جرائمه، استهدف ثلاث سيدات من خلال استدراجهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم قتلهم داخل شقته في التجمع الخامس بالقاهرة.
لم يكتف بذلك، بل قام بالتمثيل بجثثهن ودفنها في مناطق صحراوية، مما يشير إلى دافع نفسي معقد قد يكون مرتبطًا باضطرابات سلوكية خطيرة.
سفاح الجيزة
قذافي فراج، تاجر وصاحب مكتبة، ارتكب أربع جرائم قتل ضد أصدقاء وأفراد مقربين منه، بمن فيهم صديقه المقرب، زوجته، شقيقة زوجته، وإحدى العاملات لديه.
اعتمد على أسلوب التسميم والضرب حتى الموت، ثم دفن الجثث داخل شقته. كانت دوافعه مادية بحتة، حيث سعى للاستيلاء على أموال وممتلكات ضحاياه.
سفاح الغربية
عبد ربه موسى، شيف ادّعى نشأة قاسية أثرت على سلوكه، قتل خمس سيدات، من بينهن زوجته الأولى، استخدم طرقًا مختلفة لاستدراج الضحايا وقتلهن، بدوافع مختلطة بين المادية والانتقامية، مدعيًا أن طفولته الصعبة أثرت على تصرفاته.
التشابهات بين السفاحين
معظمهم استهدفوا أشخاصًا من دائرتهم القريبة مثل الأصدقاء، الزوجات، أو الموكلين.
تم دفن الجثث داخل ممتلكات الجناة أو في أماكن سرية.
التخطيط المسبق كان عاملًا مشتركًا في تنفيذ الجرائم.
الاختلافات بين السفاحين
دوافع القتل تنوعت بين المادية، النفسية، والانتقامية.
طرق القتل تراوحت بين التسميم، الضرب، والذبح.
الخلفيات الاجتماعية والمهنية لكل مجرم كانت مختلفة، مما أثر على طريقة تنفيذ الجرائم.
أحد أكثر الأمور المثيرة للدهشة أن جرائم سفاحي المعمورة والجيزة وقعت في نطاق جغرافي متقارب، كشفت التحقيقات أن المسافة بين شقة سفاح المعمورة في منطقة العصافرة، حيث دفن أولى ضحاياه، وبين شقة سفاح الجيزة التي دفن فيها ضحيته الرابعة، تبلغ 600 متر فقط.
التحقيقات أظهرت أيضًا أن السفاحين استخدموا استراتيجيات متشابهة في إخفاء جرائمهم، مثل إقناع الضحايا بعدم التواصل مع أقاربهم قبل قتلهم، والتخلص من الجثث بطرق تجعل اكتشافها أمرًا صعبًا.