د. محمد إبراهيم بسيوني يكتب: مشروع “ديلفي”

بيان
الرعاية الصحية أصبحت أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، والطلب عليها في ازدياد مستمر، في حين تبرز مشاكل هجرة الأطباء والاحتراق الوظيفي بأنيابها.
لذلك، نحتاج إلى معايير أكثر دقة لتقدير الاحتياج، وربما يكون مشروع “ديلفي” (Delphi Project) آخر أكثر ملاءمة للواقع. ولكن ما هو المعيار الذي يمكن الاعتماد عليه عند تحديد ما إذا كان هناك نقص في تخصص معين أو تكدس في تخصص آخر؟
يُعد معيار عدد الممارسين الصحيين مقابل نسبة معينة من السكان معيارًا تاريخيًا، لكنه لا يعكس بالضرورة الصورة الحقيقية للتخصص. لا بد أن تستند هذه المعايير ليس فقط إلى التكلفة، ولكن أيضًا إلى سهولة الوصول وفعالية الخدمة وأمانها وجودتها.
فعلى سبيل المثال، يُعتبر وجود طبيب أسرة لكل ٢٠٠٠ نسمة معيارًا مقبولًا في الرعاية الصحية الأولية، وكذلك وجود ممرضة واحدة لكل ٥٠٠ – ١٠٠٠ نسمة. كل تخصص يحدد معاييره بناءً على Benchmark مناسب.
على سبيل المثال، يواجه تخصص الجراحة العامة أزمة حقيقية لا بد من الاعتراف بها. من الناحية العددية، قد يكون العدد مناسبًا، لكن فعليًا هناك تحديات كبيرة وغير متوقعة؛ فجميع الاستشاريين يتكدسون في المدن الكبرى، بينما يتجنب معظم الأخصائيين المؤهلين إجراء عمليات بسيطة في المستشفيات الصغيرة.