فضيحة منصة FBC.. آلاف الضحايا يسقطون في فخ الاحتيال الإلكتروني

كتب- علي هلال

تصاعدت أزمة النصب والاحتيال التي ارتكبتها منصة FBC للبرمجيات والتسويق الإلكتروني، حيث تعرض آلاف المستخدمين في مصر وخارجها لخسائر مالية فادحة بعد إغلاق المنصة بشكل مفاجئ.

اقرأ أيضا.. منصة FBC تنصب على مليون شخص في 6 مليار دولار

ولا تزال القضية تتصدر النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل استمرار الأجهزة الأمنية في ملاحقة المسؤولين عن هذه العملية الاحتيالية واسعة النطاق.

ضبط أحد المتهمين في عمليات النصب

تمكنت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بمحافظة البحيرة، من القبض على أحد المتهمين الرئيسيين في إدارة المنصة.

جاء ذلك بعد تقديم مئات البلاغات من الضحايا في عدة محافظات، حيث تبين أن المتهم كان يدير مقرًا للمنصة وينظم فعاليات وحفلات باسمها، مما ساهم في استقطاب المزيد من المستخدمين.

كيف بدأت منصة FBC عملياتها؟

ظهرت منصة FBC في أواخر عام 2024، وبدأت نشاطها الفعلي مع بداية 2025، مدعية أنها توفر فرصة لتحقيق أرباح ضخمة مقابل تنفيذ مهام بسيطة مثل التفاعل مع إعلانات ومنتجات محددة أو مشاهدة مقاطع فيديو في أوقات معينة، انتشرت المنصة بسرعة هائلة داخل مصر، مستغلة إغراء الأرباح العالية التي وعدت بها المستخدمين.

لم يكن للمنصة أي تطبيق رسمي على متاجر الهواتف الذكية، بل كان المستخدمون يتلقون روابط دعوة عبر تطبيقات مثل واتساب وتليجرام لإنشاء حساباتهم، لم تُحدد هوية المالك الفعلي للشركة، ولم تحصل على أي تراخيص قانونية، لكنها استمرت في جذب آلاف المستخدمين تحت وعود بتحقيق أرباح سهلة وسريعة.

أساليب الإقناع واستقطاب الضحايا

روّجت المنصة لنفسها على أنها شركة مرخصة تعمل في مصر بدعوة رسمية من الحكومة، وهو ادعاء غير صحيح. كما استخدمت حملات إعلانية مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مستعينة ببعض مشاهير السوشيال ميديا لتعزيز مصداقيتها.

لزيادة الثقة بين المستخدمين، زعمت المنصة ارتباطها بشركات وصناديق استثمار عالمية، مثل صندوق مورجان الأمريكي ومؤسسة الخليج للاستثمار وبنك الإمارات الوطني، كما أقنعت بعض المستخدمين بفتح فروع محلية باسمها، مما ساهم في إضفاء طابع رسمي على أنشطتها الاحتيالية.

آلية النصب وخداع المستخدمين

اعتمدت FBC على سياسة الدفع المسبق قبل تحقيق الأرباح، حيث كان على المستخدمين شراء باقات استثمارية لضمان الحصول على مكافآت يومية، كلما استثمر المستخدم مبلغًا أكبر، زادت وعود الأرباح التي يحصل عليها.

على سبيل المثال، كانت إحدى الباقات المتاحة للمستخدمين في مصر تُكلف 11,200 جنيه، مقابل ربح يومي يصل إلى 490 جنيهًا، مع مكافأة إضافية تبلغ 5,000 جنيه، بمرور الوقت، ازداد عدد المستخدمين حتى تجاوز 500 ألف شخص، مما دفع المنصة إلى رفع قيمة الباقات وإطلاق مستويات جديدة للاستثمار.

إغلاق المنصة واختفاء الأموال

مع تزايد أعداد المشتركين والمبالغ المستثمرة، بدأت المنصة في فرض قيود على عمليات سحب الأرباح. ادّعت الشركة أن الضغط الكبير على النظام هو السبب وراء تعطل عمليات السحب، مما أثار شكوك المستخدمين الذين بدأوا في تقديم شكاوى ضدها.

في مطلع الأسبوع الماضي، تفاجأ المستخدمون برسالة من المنصة تُعلن فيها عن تعرض خوادمها لهجوم إلكتروني مجهول، أدى إلى تعطيل خدماتها.

وفي خطوة غريبة، طلبت الشركة من المستخدمين دفع رسوم إضافية لاستعادة بياناتهم المالية، قبل أن تغلق جميع قنوات الاتصال والجروبات الخاصة بها، وتختفي تمامًا دون أي أثر.

تواصل الأجهزة الأمنية تحرياتها لكشف بقية المتورطين في إدارة المنصة، فيما يسعى الضحايا لاسترداد أموالهم المفقودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى