شيخ الأزهر: العالم بحاجة إلى الدين لتحقيق العدالة والسلام

كتب- محمد سيد

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، أنيتا ديمتريو، رئيسة مجلس النواب بجمهورية قبرص، في مقر مشيخة الأزهر، حيث ناقش الجانبان سبل التعاون في المجالات العلمية والدينية، وسبل تعزيز ثقافة الحوار والسلام.

اقرأ أيضا.. خلال استقباله رئيس وزراء ماليزيا.. شيخ الأزهر يؤكد: وحدة المسلمين هي الحل

رحب شيخ الأزهر بالوفد القبرصي، مؤكدًا أن الأزهر يمثل منبرًا لنشر قيم التسامح والاعتدال، ويعمل على تحقيق التفاهم بين الشعوب.

وأشار إلى أن رسالة الإسلام تتمحور حول السلام والتعايش المشترك، موضحًا أن الأزهر بادر بإطلاق مبادرات لتعزيز الوحدة الوطنية، مثل “بيت العائلة المصرية” الذي يهدف إلى القضاء على الفتن الطائفية، بالتعاون مع الكنائس المصرية.

كما أكد أن الأزهر يسعى لتعزيز الحوار بين الأديان على المستوى العالمي، حيث عقد منتدى شباب صناع السلام بالتعاون مع كنيسة كانتربري، وشارك في توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والتي تمثل دعوة عالمية للتعايش ونبذ العنف والتطرف.

خلال اللقاء، شدد شيخ الأزهر على أن العالم لن يجد حلولًا ناجعة لما يواجهه من أزمات إلا بالعودة إلى القيم الدينية التي تحفظ للإنسان كرامته، وتضمن العدالة والمساواة، وأوضح أن استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية أدى إلى تشويه رسالته الحقيقية، مما ساهم في تأجيج الصراعات.

كما أشار إلى أن غياب العدالة الدولية وانتهاج سياسات الكيل بمكيالين يؤديان إلى انتشار الفوضى وتحول العالم إلى ساحة صراع يسيطر فيها القوي على الضعيف.

من جانبها، عبرت رئيسة مجلس النواب القبرصي عن تقديرها الكبير لدور الأزهر في نشر ثقافة السلام وتعزيز التفاهم بين أتباع الديانات المختلفة، وأشادت بنموذج التعايش الديني في مصر، مؤكدة أن بلادها تسعى للاستفادة من خبرات الأزهر في تدريب الأئمة القبرصيين، بما يسهم في نشر قيم التسامح والسلام داخل المجتمع القبرصي.

كما أكدت ديمتريو أن الأزهر يمثل مرجعية دينية عالمية يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الحوار بين الأديان، مشيرة إلى استعداد بلادها لتعزيز التعاون مع الأزهر في المجالات الدينية والتعليمية، بما يحقق الأهداف المشتركة في نشر ثقافة التعايش المشترك.

يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود التي يبذلها الأزهر لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، وتأكيد رسالته الداعية إلى بناء جسور التواصل بين الشعوب، بعيدًا عن التطرف والانقسامات التي تهدد استقرار المجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى