اكتشاف طبي نادر.. امرأة تشيلية تحمل جنينًا متحجرًا منذ 60 عامًا دون علمها

وكالات

في واحدة من أغرب الحالات الطبية المسجلة، اكتشف الأطباء أن سيدة تشيلية تبلغ من العمر 91 عامًا كانت حاملاً بجنين متحجر في بطنها لمدة تجاوزت ستة عقود، دون أن تدرك ذلك، هذه الحالة النادرة، المعروفة طبيًا باسم “الجنين المتحجر” أو Lithopedion، تحدث عندما يموت الجنين أثناء الحمل خارج الرحم ويتكلس داخل جسم الأم، ما يمنع تحلله أو تسببه في التهابات خطيرة.

اقرأ أيضا.. ميساء صابرين.. أول امرأة تتولى قيادة مصرف سوريا المركزي

السيدة إستيلا ميلينديز، التي عاشت لسنوات طويلة وهي تجهل حالتها، كانت تعاني من انتفاخ غير طبيعي في بطنها لكنها لم تولِ الأمر اهتمامًا كبيرًا، معتقدة أنه نتيجة طبيعية للشيخوخة، لم تكن لديها أي أعراض حادة أو آلام تدفعها للبحث عن تفسير طبي، إلا أن المفاجأة جاءت عندما تعرضت لكسر في يدها وسقطت أرضًا، ليقرر الأطباء إخضاعها لفحوصات بالأشعة السينية، وهنا كانت الصدمة، حيث أظهرت الفحوصات وجود كتلة غريبة داخل بطنها، بعد مزيد من التحاليل، تبين أن هذه الكتلة لم تكن سوى جنين متكلس ظل في رحمها منذ أكثر من 60 عامًا.

الجنين المتحجر هو حالة طبية نادرة جدًا، حيث يسعى الجسم إلى حماية نفسه من الأنسجة الميتة عبر تغليف الجنين بطبقة من الكالسيوم، مما يحافظ عليه في حالة “تحنيط” طبيعية، يحدث هذا عادة عندما يكون الحمل خارج الرحم، ولا يتمكن الجسم من طرد الجنين بشكل طبيعي، فيلجأ إلى هذه العملية كآلية دفاعية.

في حالة ميلينديز، لم تكن هناك أي أعراض خطيرة أو مشاكل صحية ناجمة عن وجود الجنين، وهو ما دفع الأطباء إلى اتخاذ قرار بعدم التدخل الجراحي لإزالته، نظرًا لتقدم عمرها، رأى الأطباء أن الجراحة قد تشكل خطرًا أكبر من ترك الجنين المتحجر داخل جسدها، خاصة أنه لم يكن يسبب أي مضاعفات أو تهديد مباشر لصحتها.

تعد هذه الحالة واحدة من أقل من 300 حالة موثقة عالميًا منذ بدء تسجيل الحالات الطبية المشابهة، أول توثيق معروف لهذه الظاهرة كان في فرنسا عام 1582، حيث اكتشف الأطباء جنينًا متحجرًا داخل جثة امرأة تُدعى كولومب شوفارت، التي عاشت مع الجنين في بطنها لمدة 28 عامًا.

غالبًا ما تحدث هذه الظاهرة لدى النساء اللاتي يعشن في مناطق نائية، حيث لا تتوفر خدمات طبية متقدمة، مما يؤدي إلى استمرار الحمل غير الطبيعي لفترات طويلة دون اكتشافه.

في معظم الحالات، إذا تم اكتشاف الجنين المتحجر لدى شخص يتمتع بصحة جيدة، يُوصى بإزالته جراحيًا لمنع أي مضاعفات محتملة، لكن إذا لم يكن هناك أي خطر صحي، كما هو الحال مع السيدة التشيلية، يتم تجنب الجراحة والاكتفاء بالمراقبة الطبية الدورية.

زر الذهاب إلى الأعلى