خبير تقنيات رقمية يكشف العلاقة المحرمة بين منظمة “دربا” و “جوجل”

باسم صلاح

تقرير يكتبه: باسم صلاح  

كثيرون لم يسمعوا هذا الاسم من قبل: “منظمة دربا.. DARPA” على الرغم من أنها ليست وكالة سرية، بل علنية كما يزعم القائمون عليها (!!) ومهمتها العمل على مشاريع بحوث متقدمة خاصة بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” وهى بالطبع مشاريع عسكرية!
وبدايةً أحب أن أضع بين يدي القارئ التعريفين الشائعين لطرفي العلاقة السرية والمحرمة ( داربا وحوجل).

إن وكالة ( داربا) وكالة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وتُعرف بدورها الريادي في تطوير تقنيات ثورية ، بما في ذلك الإنترنت والعديد من الابتكارات التكنولوجية الأخرى، ولا تندهش…!، ( نعم… “دربا” هي من ابتكرت لك شبكة الإنترنت)

أما عن جوجل (Google)، فهي شركة تكنولوجيا عالمية معروفة بمحرك البحث الخاص بها ومنتجاتها مثل نظام التشغيل Android ومنصة YouTube وغيرها.

أما عن تلك العلاقة الآثمة بين الطرفين “دربا” وجوجل، فإنني أرى من خلال متابعتي البحثية في هذا الصدد أن جزءاً كبيراً من نجاح جوجل ، يعود إلى الأبحاث التي تم تمويلها من قبل “دربا” في مجال الحوسبة والذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال ، نكتشف أن خوارزميات البحث التي طورها مؤسسا جوجل، لاري بيدج وسيرجي برين، استندت بشكل كبير إلى أبحاث ممولة من قبل الحكومة الأمريكية، من خلال مشروعات “دربا” ..!
و في مراحل مبكرة من تأسيس جوجل، تلقت الشركة تمويلًا ( سرياً) غير مباشر من خلال (واجهات علنية) لمشاريع ممولة من “دربا” أيضاً.
كما أن بعض التقنيات التي طورتها جوجل، مثل خوارزميات التعلم الآلي، كانت منبثقة عن أبحاث ممولة من DARPA.

وبالرجوع للخلف قليلاً، سنجد أن جوجل في عام 2013 قد قامت بشراء شركة بوسطن دينامكز (Boston Dynamics) ، وهي شركة متخصصة في الروبوتات كانت تعمل بشكل وثيق مع “دربا” ..!، حيث كانت بوسطن دينامكز تطور روبوتات لأغراض عسكرية ومدنية بتمويل مباشر من”دربا” قبل استحواذ جوجل عليها.

وعلى استحياء وخجل لم يستمر طويلاً، أثارت العلاقة بين جوجل و”دربا” بعض الجدل ، خاصة فيما يتعلق باستخدام التقنيات المتقدمة لأغراض عسكرية. على سبيل المثال، مشروع [Maven ] التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، والذي استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الفيديوهات المسلحة، تسبب في احتجاجات داخل جوجل، مما أدى إلى انسحاب الشركة من المشروع من حيث الشكل فقط..!

إن “دربا” باعتبارها منظمة بحثية عسكرية (شبه سرية) بالأساس، والمعلن من نشاطها لا يقارب 1% مقارنة بأبحاثها ومشاريعها الحقيقية، فإن ذلك يدعو كل ذي عقل إلى التوقف والتفكير قليلاً ، خاصة إذا أدرك أن تلك المنظمة على علاقة جذرية ( نسبة إلى جذور)، مع أكبر محرك بحث يستخدمه أكثر من نصف سكان العالم .

وبطبيعة الحال فهذا المحرك المدعو “جوجل”، (لص المعلومات الشخصية) الطيب الحنون…! الذي يخيرك بين أن تضع له معلوماتك الشخصية ( بإرادتك الحرة) وبين أن تتوقف جميع خدماته لديك ، ومن ثم تصبح أنت من اخترت التخلف عن ركب التقدم التكنولوجي…!
إن التفكير المتعمق في العلاقة بين دربا البحثية السرية، وجوجل ( لص الـ “BIG DATA” الحنون المهذب، تصل بنا إلى نتيجة حتمية لا مفر منها، ألا وهي أن جوجل توفر ( فئران التجارب) للعملية البحثية التي تقوم بها “دربا” بشكل مستمر ، وتلك الفئران للأسف هم البشر أنفسهم…!
نعم وللأسف عزيزي الكائن البشري المبتسم دائماً والفرح بإجادتك للتكنولوجيا الحديثة والتعامل معها ، يؤسفني أن أخبرك بأن جوجل تقدمك يومياً كـ ( فأر تجارب) من خلال بياناتك ونشاطاتك اليومية على محركها وخدماتها المتعددة، تقدمك على مائدة الفرز والتشريح لمنظمة “دربا” لتجري أبحاثها عليك ، وتصل للنتائج وتقرر بعدها هل ستطبق تلك النتائج عليك حالاً ، أم تضعها في خزنتها لتطبيقها على العالم بعد حين…!
.. ولذلك فإنني تنتابني حالة من الضحك ، كلما رأيت إعلاناً عن مؤتمر أو ندوة أو مهرجان لمناقشة ما يُسمى بالأمن السيبراني أو مناقشة موضوعات متعلقة بخصوصية المستخدمين وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي…!
لأنهم يصبحون في نظري كمجموعة أشخاص يجلسون في ( خمارة ) وتحيط بهم العاهرات من كل زاوية، بينما هم يحتسون المشروبات الكحولية الفاسدة والرديئة، لكنهم يوهمون أنفسهم، بأنهم يجتمعون في نفس المكان (يومياً) لمناقشة وضع قوانين لضبط ( الأخلاق والقيم والمبادئ) التي تحمي البشر ، بينما (صاحب الخمارة) يجلس في زاوية ضعيفة الإضاءة، ينظر نحوهم بازدراء ويوجه عاهراته بصب المزيد من المشروبات الفاسدة في كؤوس السكارى ، حتى يحصل على أكبر ربح بشكل يومي ومتكرر.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى