الإمام الطيب: الاختلاف المذهبي إذا خرج عن إطاره الشرعي يتحول إلى أداة للعداء والفرقة

كتب- علي هلال

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، على ضرورة تعزيز قيم الاحترام المتبادل بين المذاهب الإسلامية المختلفة، مشددًا على أن غياب أدب الاختلاف أدى إلى ضياع وحدة الأمة الإسلامية وفتح المجال أمام الفتن والصراعات.

اقرأ أيضا.. الإمام الطيب: اجعلوا من وردكم ليلا دعاء بأن يثبت الفلسطينيين على أرضهم

جاء ذلك خلال حديثه في الحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني “الإمام الطيب”، الذي يُعرض على قناة ON، حيث تناول قضية الخلاف المذهبي وأبعاده وتأثيراته على وحدة المسلمين.

خلال حديثه، أوضح الإمام الطيب أن أحد أكبر الأخطار التي تواجه العالم الإسلامي اليوم هو إحياء الفتنة بين السنة والشيعة، معتبرًا أن هذه الفتنة تمثل “فتيلًا سريع الاشتعال وقوي التأثير”، وهو ما يستغله أعداء الأمة الإسلامية لإذكاء الصراعات الداخلية وإضعاف الشعوب الإسلامية من الداخل.

وأضاف أن هناك جهات تسعى جاهدة لترسيخ العداء بين المسلمين عبر إذكاء الخلافات المذهبية وتحويلها إلى صراع وجودي بدلاً من أن تبقى مجرد اختلافات فكرية في إطارها الطبيعي.

“فرّق تسد”.. سلاح قديم بأدوات جديدة

تطرق شيخ الأزهر إلى استراتيجية “فرّق تسد” التي يعتمدها الأعداء في تفتيت الأمة الإسلامية، موضحًا أن الصراع المذهبي إذا خرج عن إطاره الشرعي والفكري، فإنه يتحول إلى أداة للصراع والتناحر، مما يهدد استقرار المجتمعات الإسلامية.

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل هي امتداد لسياسات استعمارية قديمة سعت إلى زرع الفرقة بين المسلمين للحفاظ على الهيمنة والسيطرة.

كما شدد على ضرورة وقف التنابز والاتهامات المتبادلة بين أتباع المذاهب المختلفة، موضحًا أن هذا الأسلوب في التعامل أدى إلى تحول أبناء الوطن الواحد إلى أعداء دون إدراك أنهم جميعًا شركاء في الدين والتاريخ والمصير المشترك.

الحوار الإسلامي – الإسلامي.. خطوة نحو تجاوز الخلافات

في سياق حديثه، أشار الإمام الطيب إلى الجهود التي تبذلها مؤسسة الأزهر ومجلس حكماء المسلمين لتعزيز ثقافة الحوار بين المذاهب المختلفة، لافتًا إلى أن مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي كان إحدى الخطوات المهمة في هذا الاتجاه، حيث تم الاتفاق فيه على ضرورة العودة إلى مبدأ الاحترام المتبادل بين أصحاب الآراء المختلفة والتأكيد على أن الخلاف الفقهي والفكري لا يعني العداء أو القطيعة.

كما دعا إلى أهمية إعادة قراءة التراث الإسلامي بروح منفتحة بعيدًا عن التعصب، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الصراعات المذهبية اليوم لا تستند إلى أسس علمية بقدر ما تُبنى على سوء الفهم والتوظيف السياسي للدين.

اختتم الإمام الطيب حديثه بتوجيه رسالة إلى المسلمين حول العالم، داعيًا إلى نبذ خطاب الكراهية والتعصب، والعمل على إحياء قيم الوحدة والتسامح التي دعا إليها الإسلام، مؤكدًا أن قوة الأمة لا تتحقق إلا بوحدتها، وأن استمرار الصراعات المذهبية لن يخدم سوى أعدائها الذين يراهنون على استمرار الانقسام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى