4 مدربين غيّروا مسار كرة القدم المصرية وتركوا بصمة تاريخية
كتب- محمد حسن
شهدت كرة القدم المصرية على مدار تاريخها الطويل حضور أسماء بارزة في عالم التدريب، سواء من المدربين الأجانب الذين ساهموا في تطوير الأداء التكتيكي للفرق، أو من المدربين المصريين الذين تركوا بصماتهم عبر إنجازات استثنائية.
اقرأ أيضا.. ملفات شائكة أمام محمد شوقي في الأهلي
من بين هؤلاء المدرب المجري ناندور هيديكوتي، والإنجليزي ريتشي باركر، والبرتغالي مانويل جوزيه، والمصري محمود الجوهري، الذين حققوا إنجازات كبيرة ساهمت في إحداث نقلة نوعية في كرة القدم المصرية.
هيديكوتي.. نقلة نوعية في تدريبات الأهلي
يُعد المجري ناندور هيديكوتي أحد أبرز المدربين الذين أحدثوا تحولًا في أسلوب تدريب النادي الأهلي خلال فترة السبعينيات، تولى قيادة الفريق عام 1973، في وقت كانت الكرة المصرية تمر بمرحلة ركود نتيجة الظروف السياسية، جاء بتوجه جديد في التدريبات، حيث كان أول من طبق نظام التدريب اليومي والإحماء لمدة نصف ساعة قبل المباريات، وهو ما ساعد اللاعبين على تحسين لياقتهم البدنية وقدرتهم على الجري طوال 90 دقيقة.
حقق هيديكوتي نجاحات لافتة مع الأهلي، حيث استمر في قيادة الفريق لمدة سبع سنوات، وتمكن خلالها من حصد عدة بطولات محلية، مما جعله أحد الأسماء الخالدة في ذاكرة جماهير القلعة الحمراء.
باركر.. أول مدرب يقود الزمالك إلى اللقب الأفريقي
في تاريخ نادي الزمالك، برز العديد من المدربين الأجانب، لكن الإنجليزي ريتشي باركر يظل واحدًا من الأسماء التي صنعت مجد القلعة البيضاء، حيث قاد الفريق لتحقيق أول لقب لدوري أبطال أفريقيا في تاريخه عام 1986.
واجه الزمالك فريق أفريكا سبورت الإيفواري في النهائي، وتمكن من تحقيق الفوز 2-0 في القاهرة، قبل أن يخسر بنفس النتيجة في كوت ديفوار، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح، حيث حسم الزمالك اللقب بنتيجة 4-2، بهذا الإنجاز، أصبح باركر أول مدرب أجنبي يمنح الزمالك لقبًا أفريقيًا، وهو ما رسّخ مكانته في تاريخ النادي.
مانويل جوزيه.. المدرب الأكثر نجاحًا مع الأهلي
عندما يُذكر تاريخ النادي الأهلي، لا يمكن تجاهل اسم البرتغالي مانويل جوزيه، الذي قاد الفريق لتحقيق أكبر عدد من البطولات في العصر الحديث، تولى تدريب الفريق على عدة فترات، وكانت أبرز إنجازاته قيادة الأهلي لتحقيق 20 لقبًا، شملت ستة ألقاب للدوري المصري، وأربعة لكأس السوبر المحلي، ولقبين لكأس مصر، إضافة إلى أربعة ألقاب لدوري أبطال أفريقيا، وأربعة لكأس السوبر الأفريقي.
كما نجح جوزيه في تحقيق إنجاز غير مسبوق للأهلي عندما قاده إلى حصد المركز الثالث والميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية عام 2006، ليصبح واحدًا من أعظم المدربين في تاريخ القلعة الحمراء.
محمود الجوهري.. أول من درب الأهلي والزمالك وحقق المجد القاري
يبقى محمود الجوهري أحد أهم الشخصيات التدريبية في تاريخ الكرة المصرية، بفضل إنجازاته مع المنتخب الوطني وكذلك مع قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك.
حقق الجوهري أول لقب أفريقي للأهلي عندما توّج معه بلقب دوري أبطال أفريقيا عام 1982، كما قاد الزمالك إلى الفوز بالبطولة ذاتها عام 1993، ثم حصد معه كأس السوبر الأفريقي.
لم يقتصر إنجاز الجوهري على الأندية فقط، بل كان له دور بارز في قيادة المنتخب المصري إلى كأس العالم 1990، ليصبح أول مدرب مصري يحقق هذا الإنجاز، كان يتمتع بأسلوب تدريبي صارم وحنكة تكتيكية ساعدت الفرق التي دربها على تحقيق نجاحات تاريخية.
ساهم هؤلاء المدربون في تطوير كرة القدم المصرية من خلال أساليبهم التدريبية المبتكرة وإنجازاتهم القارية، سواء من خلال إدخال مفاهيم جديدة في اللياقة البدنية، أو تحقيق البطولات الكبرى، يبقى تأثيرهم حاضرًا حتى اليوم، حيث أصبحوا جزءًا من التاريخ الكروي الذي لا يمكن تجاهله.
