الشرع: عودة سوريا للجامعة العربية تأكيد على وحدة الصف العربي ومواجهة التحديات المشتركة

وكالات
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن عودة بلاده إلى الجامعة العربية تمثل لحظة تاريخية تجسد الإرادة الجماعية للدول العربية، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة الأزمات والتحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة.
اقرأ أيضا.. السيسي يكشف ملامح الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
جاء ذلك خلال كلمته في القمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة، والتي تبحث تطورات القضية الفلسطينية في ظل التوترات المتصاعدة.
إرادة عربية موحدة في مواجهة التحديات
أوضح الرئيس السوري أن المنطقة العربية تعيش في ظل تحديات معقدة، تتطلب رؤية موحدة وحلولًا نابعة من الداخل العربي، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وقال إن سوريا عازمة على بناء مستقبل أكثر استقرارًا لشعبها وللأمة العربية ككل، مؤكدًا أن العمل العربي المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية الراهنة.
وأضاف أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ليست مجرد خطوة سياسية، بل تعبير عن الإرادة الجماعية في إعادة توحيد الصف العربي، مشددًا على أهمية التحرك العربي الموحد لحماية المصالح المشتركة وتعزيز آليات التعاون في مختلف المجالات.
خصص الرئيس السوري جزءًا من كلمته للحديث عن القضية الفلسطينية، مشددًا على أن محاولات تهجير الفلسطينيين لا تستهدف الشعب الفلسطيني فقط، بل تشكل خطرًا مباشرًا على الأمن العربي بأسره، وأكد أن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة واجب أخلاقي وسياسي لا يمكن التخلي عنه.
وأشار إلى أن التطورات الأخيرة، بما في ذلك تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل السعودية، تتطلب ردًا عربيًا موحدًا، مشيرًا إلى أن هذه الطروحات لا تتماشى مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا مع القرارات الدولية.
تزامنت كلمة الرئيس السوري مع موجة رفض واسعة عربيًا ودوليًا لمقترحات تهجير الفلسطينيين من غزة، التي طرحها مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون في الفترة الأخيرة، وأكد القادة العرب المشاركون في القمة أن أي محاولات لتغيير التركيبة الديموغرافية للأراضي الفلسطينية ستواجه معارضة حازمة، مشددين على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
بدأ القادة العرب بالتوافد إلى القاهرة منذ يوم الاثنين، للمشاركة في القمة، وسط إجماع عربي على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي وضمان عدم فرض حلول أحادية الجانب على القضية الفلسطينية.
في ختام كلمته، أكد الرئيس السوري أن المرحلة المقبلة تتطلب توحيد الجهود لتعزيز الاستقرار الإقليمي، ودعا إلى إعادة تفعيل دور الجامعة العربية كمنصة لتنسيق المواقف المشتركة، بما يضمن حماية المصالح العربية والتصدي للتدخلات الخارجية.
وأشار إلى أن سوريا، بعد عودتها إلى الجامعة العربية، تسعى لتكون جزءًا فاعلًا في تعزيز التعاون الإقليمي، والمشاركة في بلورة حلول عربية خالصة للتحديات الراهنة، بما يخدم مصالح الشعوب العربية ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والتكامل الاقتصادي والسياسي في المنطقة.