الكنيسة توضح موقفها من التأمين على الحياة

كتب – مجدي حنا
يثير التأمين على الحياة العديد من التساؤلات بين الأقباط حول مدى توافقه مع الإيمان المسيحي، وما إذا كان يتعارض مع التسليم الكامل لمشيئة الله، أم أنه وسيلة مشروعة لضمان مستقبل الأسرة وتوفير الأمان المالي في حالة حدوث أي طارئ.
اقرأ أيضا.. بالفيديو.. التأمين الصحي الشامل.. مستقبل صحة مصر
وفي هذا الإطار، قدم البابا الراحل شنودة الثالث رأيًا واضحًا حول هذه القضية خلال إحدى عظاته الأسبوعية، حيث أكد أن مفهوم الإيمان يختلف من شخص لآخر، مشيرًا إلى أن هناك تفاوتًا في مستويات الإيمان بين الأفراد، وهو أمر طبيعي يتماشى مع ما ذكره القديس بولس الرسول: “حسبما قسم الله لكل إنسان نصيبًا من الإيمان”.
التأمين والاعتماد على الله
أوضح البابا شنودة أن بعض الأشخاص يعيشون في تجرد كامل، معتمدين كليًا على تدبير الله في كل احتياجاتهم، بينما يفضل آخرون التخطيط للمستقبل من خلال الادخار أو الاشتراك في برامج التأمين على الحياة، سواء لضمان مستقبل أبنائهم أو لتأمين أنفسهم ضد المخاطر المحتملة، وأكد أن كلا النهجين لا يمثلان خطأً أو ضعفًا في الإيمان، وإنما يعكسان طبيعة كل شخص ومستوى إيمانه.
وأشار البابا إلى أن الادخار أو التأمين على الحياة لا يعني بالضرورة عدم الثقة في الله، بل هو وسيلة تساعد الأفراد على تنظيم أمورهم المالية وفقًا لاحتياجاتهم.
وأضاف أن اللجوء إلى شركات التأمين أو البنوك لا يتعارض مع التعاليم المسيحية، بل هو خيار شخصي يختلف من شخص لآخر بحسب قناعته وظروفه الحياتية.
حرية الاختيار وفق الاحتياجات الشخصية
أكد البابا شنودة أن الكنيسة لا تعتبر التأمين على الحياة أمرًا محرمًا، بل تراه مسألة شخصية تعتمد على نظرة الإنسان للحياة وكيفية تعامله مع المستقبل، فهناك من يفضل وضع ثقته الكاملة في العناية الإلهية دون اتخاذ أي احتياطات مادية، وهناك من يرى أن الادخار والتأمين يساعدانه على تحقيق الاستقرار والطمأنينة لأسرته.
وأضاف أن بعض الأفراد يختارون الادخار لتجهيز أبنائهم للزواج أو لضمان مستوى معيشي مناسب لعائلاتهم في المستقبل، وهذا لا يعد خروجًا عن الإيمان، بل هو جزء من المسؤولية التي يتحملها الإنسان تجاه أسرته.
شدد البابا الراحل على أهمية تحقيق التوازن بين الإيمان بالله والتدبير المادي، مؤكدًا أن الاعتماد على الله لا يعني إهمال التخطيط للحياة، بل يمكن الجمع بين الاثنين بشكل حكيم، فالتأمين على الحياة ليس وسيلة للتشكيك في عناية الله، بل هو اختيار يحدده الإنسان وفق رؤيته وظروفه الشخصية.