إسرائيل تعلن قطع الكهرباء عن قطاع غزة وسط تصاعد التوترات

وكالات

في خطوة جديدة من شأنها أن تزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن قرار بقطع الكهرباء عن القطاع، في إطار إجراءات مشددة اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في ظل التصعيد المستمر في المنطقة.

اقرأ أيضا.. 53 مليار دولار إجمالي تكلفة التعافي وإعادة إعمار غزة

وأوضح الوزير أنه أصدر توجيهاته لشركة الكهرباء الإسرائيلية بوقف تزويد غزة بالكهرباء، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، الذي يعاني أصلاً من أزمة طاقة مستمرة منذ سنوات.

يأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعاً إنسانية متدهورة، حيث يعتمد السكان بشكل أساسي على إمدادات الكهرباء القادمة من إسرائيل، إلى جانب بعض المولدات الخاصة التي تعمل لساعات محدودة بسبب نقص الوقود.

تداعيات القرار على الحياة اليومية في غزة

يواجه قطاع غزة أزمة كهرباء حادة منذ سنوات، حيث يعتمد في إمداداته على ثلاثة مصادر رئيسية: الكهرباء القادمة من إسرائيل، والتي تمثل الجزء الأكبر من الإمدادات، إلى جانب محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، والكهرباء المستوردة من مصر.

ومع إعلان إسرائيل عن قطع التيار الكهربائي، سيزداد الضغط على محطة توليد الكهرباء، التي تعمل بالفعل بقدرة محدودة نتيجة نقص الوقود والموارد التشغيلية.

يعتمد سكان القطاع على الكهرباء في مختلف جوانب حياتهم اليومية، بدءاً من تشغيل المستشفيات والمرافق الصحية، وصولاً إلى تشغيل محطات تحلية المياه ومضخات الصرف الصحي.

ويخشى المراقبون من أن يؤدي هذا القرار إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة في ظل استمرار الحصار المفروض على غزة، والذي يحد من وصول المساعدات والوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية.

تصاعد التوترات بين إسرائيل وقطاع غزة

يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيث شهدت الفترة الأخيرة تبادلاً للضربات بين الجانبين، ما أسفر عن سقوط ضحايا ودمار في العديد من المناطق.

ويعتبر قطع الكهرباء أحد الإجراءات التي تلجأ إليها إسرائيل للضغط على القطاع في أوقات التصعيد، حيث سبق أن اتخذت خطوات مماثلة في جولات سابقة من المواجهات.

من جانبها، أدانت منظمات حقوقية القرار، معتبرة أنه يشكل “عقاباً جماعياً” بحق سكان القطاع، الذين يعانون بالفعل من ظروف معيشية صعبة.

وطالبت الأمم المتحدة والجهات الدولية بالتدخل العاجل لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، التي تعتمد بشكل أساسي على المساعدات الخارجية لسد احتياجاتها الأساسية.

مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية

مع استمرار الحصار وتراجع إمدادات الطاقة، يحذر الخبراء من أن هذا القرار سيؤثر سلباً على مختلف القطاعات الحيوية، بما في ذلك الصحة، حيث تعتمد المستشفيات على الكهرباء لتشغيل أجهزة العناية المركزة وغرف العمليات، وكذلك محطات تحلية المياه، التي توفر المياه الصالحة للشرب لمئات الآلاف من السكان.

في ظل هذه التطورات، تظل الأوضاع في قطاع غزة مفتوحة على جميع السيناريوهات، في وقت يترقب فيه الجميع ما إذا كانت الضغوط الدولية ستدفع إسرائيل إلى التراجع عن قرارها، أم أن القطاع سيواجه موجة جديدة من الأزمات التي قد تزيد من معاناة سكانه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى