صورة سيلفي تقود إلى كشف جريمة قتل في ظروف غامضة

كتب- علي هلال
شهدت مدينة تورنتو الكندية واحدة من أغرب الجرائم التي كُشف عنها بالصدفة، عندما قادت صورة سيلفي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى كشف جريمة قتل غامضة، ليجد المحققون أنفسهم أمام دليل غير متوقع قلب مجرى التحقيقات بالكامل.
اقرأ أيضا.. حيوان أليف يكشف جريمة قتل غامضة في مانشستر
تفاصيل الجريمة ولحظة الاشتباه
في عام 2017، قامت فتاة تُدعى ستيفاني بالتقاط صورة سيلفي داخل سيارتها، بصحبة صديقتها ميغان، ثم نشرت الصورة على حسابها في إحدى منصات التواصل الاجتماعي.
بدت الصورة عادية للوهلة الأولى، لكن بعد ساعات قليلة من نشرها، عُثر على ميغان مقتولة داخل منزلها، مما دفع الشرطة إلى فتح تحقيق شامل للوقوف على ملابسات الحادث.
مع عدم توفر أدلة واضحة أو شهود عيان، بدأت التحقيقات تتجه نحو التحليل الدقيق للصور والمحادثات الأخيرة التي جمعت الضحية بالأشخاص المقربين منها، هنا لاحظ أحد المحققين تفصيلًا غريبًا في صورة السيلفي، حيث ظهر انعكاس جسم معدني صغير في نظارات ستيفاني الشمسية، بدا شبيهًا بمسدس.
بناءً على هذه الملاحظة، استدعت الشرطة ستيفاني لاستجوابها، لكنها حاولت في البداية إنكار أي علاقة لها بالجريمة، ومع تكثيف الضغط عليها وعرض الصورة عليها، بدأ سلوكها في التغير وظهرت عليها علامات التوتر والارتباك، لتنهار في النهاية وتعترف بأنها أطلقت النار على ميغان بعد شجار عنيف بينهما.
كشفت التحقيقات أن الخلاف بين الصديقتين تصاعد إلى حد فقدت فيه ستيفاني السيطرة على أعصابها، فقامت باستخدام المسدس الذي كان بحوزتها لتنهي حياة ميغان.
المفاجأة الأكبر أن الصورة التي نشرتها بنفسها كانت السبب الرئيسي في كشف الحقيقة، حيث قدمت للشرطة دليلًا قاطعًا على وجود السلاح بحوزتها وقت وقوع الجريمة.
هذه القضية لم تكن الأولى التي يتم فيها كشف جريمة قتل عبر الإنترنت، في السنوات الأخيرة، ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في كشف العديد من الجرائم، سواء عبر الصور أو الفيديوهات أو حتى المنشورات العادية التي ينشرها الجناة دون إدراك أن التفاصيل البسيطة قد تقود إلى كشفهم.
في قضية ستيفاني، لم يكن المحققون بحاجة إلى شهادة شهود أو تسجيلات كاميرات مراقبة، بل كانت صورة سيلفي واحدة كافية لكشف الحقيقة، هذه الجريمة أصبحت واحدة من أغرب القضايا التي حُلت عن طريق الصدفة، لتؤكد أن التكنولوجيا لم تعد مجرد وسيلة للتواصل، بل أصبحت أداة قوية لكشف الجرائم، حتى تلك التي يعتقد مرتكبوها أنهم قادرون على الإفلات منها.