ناسا تعدل موعد عودة رواد الفضاء العالقين بعد تأجيلات متكررة

وكالات
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن تغيير جديد في موعد عودة رائدي الفضاء سونيتا ويليامز وبوتش ويلمور إلى الأرض، حيث تقرر أن يعودا في 16 مارس، أي قبل ثلاثة أيام من الموعد الذي كان محددًا في السابق.
اقرأ أيضا.. ترامب يعلن ترشيح الملياردير جاريد إيزاكمان لرئاسة ناسا
الرائدان أمضيا أكثر من تسعة أشهر في محطة الفضاء الدولية، رغم أن مهمتهما كانت من المفترض أن تستمر ثمانية أيام فقط، إلا أن مشكلات فنية في مركبتهما الفضائية التابعة لشركة بوينج أدت إلى سلسلة من التأجيلات.
ويليامز وويلمور كانا قد وصلا إلى محطة الفضاء الدولية في إطار اختبار مركبة “ستارلاينر” الجديدة التي طورتها بوينج لنقل رواد الفضاء، لكن خللًا فنيًا في أنظمة المركبة حال دون عودتهما في الموعد المخطط له، ونتيجة لذلك، اضطرا للبقاء على متن المحطة لفترة أطول مما كان متوقعًا، وسط جهود متواصلة من مهندسي ناسا وبوينج لإيجاد حل للمشكلة وضمان عودتهما بأمان.
عودة الثنائي تتطلب أن يكون هناك طاقم جديد يحل محلهما في المحطة، وهو ما سيتم عبر مهمة Crew-10 التي تنفذها شركة سبيس إكس.
من المقرر أن تنطلق هذه المهمة في 12 مارس، ليصل طاقمها المكون من أربعة رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية في 13 مارس، وبمجرد وصولهم، سيبدأ تسليم المهام بين الطاقمين، وهي عملية تتطلب عادةً نحو خمسة أيام، لكن وكالة ناسا قررت تقليصها هذه المرة إلى يومين فقط.
هذا القرار جاء بسبب الحاجة إلى ترشيد استهلاك الإمدادات الغذائية على متن المحطة، بالإضافة إلى رغبة الوكالة في فتح نافذة زمنية مناسبة لعودة ويليامز وويلمور دون تأخير إضافي.
العوامل الجوية تلعب دورًا أساسيًا في عمليات الهبوط، ولذلك فإن تقليل فترة التسليم سيوفر فرصة أفضل لاختيار موعد مناسب لإعادة الثنائي إلى الأرض في ظل ظروف مناخية ملائمة.
عائلات رواد الفضاء تنتظر عودتهم بفارغ الصبر، إذ مضى الآن 278 يومًا منذ مغادرتهم الأرض، وهو ما جعل هذه المهمة واحدة من أطول المهمات التي قضاها رواد فضاء أمريكيون في المحطة الدولية دون تخطيط مسبق لذلك.
من جانبها، أكدت ناسا أن الأولوية القصوى هي سلامة الطاقم، وأن جميع الإجراءات يتم تنفيذها لضمان عودة سلسة وخالية من المخاطر.
هذه التطورات تعكس التحديات التي تواجهها الرحلات الفضائية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على شركات خاصة مثل بوينج وسبيس إكس في نقل رواد الفضاء، بينما نجحت سبيس إكس في تنفيذ مهام مأهولة بشكل منتظم منذ سنوات، لا تزال بوينج تواجه صعوبات في برنامجها الفضائي، وهو ما يضع ضغطًا إضافيًا على الشركة لإثبات كفاءة مركبتها الجديدة في الرحلات المستقبلية.