رئيس جامعة الأزهر الأسبق: الإسلام وضع منهجًا متكاملًا يحقق التوازن في حياة الإنسان

كتب- علي هلال

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن الإسلام وضع منهجًا متكاملًا يحقق التوازن في حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن الاعتدال في الطعام والشراب يمثل ركنًا أساسيًا من هذا النهج، حيث ورد التأكيد عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية.

اقرأ أيضا.. شيخ الأزهر: الشعب الفلسطيني يواجه التدمير بصمود يعجز عنه العالم

وخلال حديثه في برنامج “ولا تفسدوا” المذاع على قناة الناس، شدد الهدهد على أن الله سبحانه وتعالى أمر بعدم الإسراف في الأكل والشرب، مستشهدًا بقوله تعالى: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.

وأوضح أن هذه الآية تمثل قاعدة واضحة تحث الإنسان على التوازن، حيث يؤدي الإسراف إلى أضرار صحية ونفسية واقتصادية، مما يجعله سلوكًا غير محمود من الناحية الشرعية.

كما أشار إلى الحديث النبوي الذي قال فيه النبي ﷺ: “ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه، فإن كان لا بد فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه”، موضحًا أن هذه القاعدة الذهبية تضمن للإنسان صحة جيدة وحياة أكثر استقرارًا.

وأضاف أن الإفراط في تناول الطعام يؤدي إلى أمراض متعددة مثل السمنة وأمراض القلب والسكري، وهي مشاكل يمكن تجنبها بالالتزام بتوجيهات الدين الإسلامي التي تدعو إلى التوسط في كل شيء.

ولم يقتصر حديثه على الطعام والشراب فحسب، بل أكد أن الاعتدال مبدأ عام في حياة المسلم، وينطبق على مختلف الجوانب، بما في ذلك الإنفاق والتبرعات، واستشهد بحديث النبي ﷺ عندما أوصى الصحابي سعد بن أبي وقاص بعدم التبرع بكل أمواله، موضحًا أن الإسلام يشجع على الصدقة دون أن تؤدي إلى الإضرار بالنفس أو الآخرين، حيث قال الرسول: “الثلث والثلث كثير”.

وأشار إلى أن تجاوز حدود الاعتدال قد يضع الإنسان في دائرة المعاناة، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو المالي، وأكد أن التوازن في السلوك الحياتي يعكس وعيًا عميقًا بتعاليم الدين، ويحقق للإنسان الراحة والاستقرار.

واختتم حديثه بدعوة الجميع إلى تطبيق هذا المبدأ في حياتهم اليومية، متمنيًا أن يسود منهج الوسطية في المجتمع، وأن يكون الجميع أكثر وعيًا بأهمية الاعتدال في كل أمور الحياة، سائلًا الله أن يجعلنا من المتبعين لهذا النهج القويم.

زر الذهاب إلى الأعلى