تصاعد الغضب في إسرائيل بعد قصف غزة واتهامات لنتنياهو بتقديم السياسة على مصير الرهائن

وكالات

تسبب القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في موجة غضب عارمة داخل إسرائيل، حيث اعتبر الكثيرون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد اختار أولوياته السياسية على حساب حياة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.

اقرأ أيضا.. طارق صلاح الدين: فشل إسرائيلى / أمريكى جديد في غزة واليمن

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن نتنياهو استجاب لضغوط اليمين المتطرف الذي يطالب باستمرار العمليات العسكرية، رغم أن أغلبية الإسرائيليين يفضلون التوصل إلى اتفاق يضمن عودة الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يواجه معادلة معقدة بين تلبية مطالب شركائه المتشددين في الائتلاف الحاكم، الذين يدفعونه نحو التصعيد العسكري، وبين الرأي العام الإسرائيلي الذي يميل إلى إعطاء الأولوية لإنقاذ الرهائن، حتى لو كان ذلك على حساب تأجيل أو إنهاء العمليات العسكرية.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين يدعمون التفاوض على وقف جديد لإطلاق النار، شريطة أن يؤدي ذلك إلى استعادة الأسرى المحتجزين في غزة.

ورغم هذا التوجه الشعبي، إلا أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد قادة اليمين المتطرف، يواصل معارضته لأي اتفاق تهدئة، مهددًا بالاستقالة في حال عدم استمرار القتال.

وتتزايد الضغوط على نتنياهو في ظل اقتراب موعد التصويت على ميزانية عام 2025 في الكنيست، حيث أن عدم تمريرها قبل نهاية مارس يعني حل الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وهو سيناريو يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تفاديه بأي ثمن.

وكانت الغارات الجوية التي استهدفت قطاع غزة خلال الليلة الماضية هي الأعنف منذ الشهور الأولى للحرب، ما دفع عائلات الرهائن إلى التعبير عن غضبها علنًا، واعتبار أن حكومة نتنياهو قد تخلّت عن ذويهم لصالح مصالحها السياسية.

ووصف بعض النشطاء القصف الأخير بأنه “خيانة عظمى”، مؤكدين أن الأولوية يجب أن تكون لإنهاء معاناة المختطفين وليس توسيع نطاق العمليات العسكرية.

وفي موقف لافت، تحدّت أيالا ميتزجر، زوجة والد الرهينة الإسرائيلي يوروم ميتزجر، الذي اختطفته حماس وقتل أثناء احتجازه، وزير المالية سموتريتش مباشرة في الكنيست.

وخلال جلسة البرلمان، صرخت في وجهه قائلة: “هناك صفقات مطروحة على الطاولة، وأنت تختار التضحية بالمزيد من الرهائن والجنود”، قبل أن يتدخل الأمن لإخراجها من القاعة، لكن تصريحاتها تعكس حالة الغضب المتزايد بين عائلات الأسرى الذين يشعرون بأنهم مجرد ورقة تفاوض في لعبة سياسية معقدة.

الغضب لم يقتصر على العائلات المتضررة فحسب، بل امتد إلى أوساط عسكرية بارزة، حيث اعتبر اللواء المتقاعد عاموس يادلين، الرئيس السابق لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن استمرار العمليات العسكرية في غزة في ظل وجود رهائن محتجزين سيؤثر على فعالية الجيش وقدرته على تحقيق أهدافه.

وشدد على أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لإنقاذ الأسرى، موضحًا أن أي قائد عسكري مسؤول سيضع استعادة الرهائن كهدف رئيسي قبل السعي إلى تحقيق “الهزيمة الكاملة” لحركة حماس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى