الزواج في غزة.. ارتفاع ملحوظ رغم الحرب وصعوبات السكن

وكالات
شهد قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة ظاهرة غير متوقعة، حيث ارتفعت معدلات الزواج رغم استمرار القصف الإسرائيلي وتردي الأوضاع المعيشية، الأزواج الجدد لم يتوقفوا عند دوي الطائرات الحربية التي تجوب سماء المدينة، بل أقاموا حفلات الزفاف وسط الدمار وفي ظل أوضاع صعبة فرضتها الحرب والحصار.
اقرأ أيضا.. واشنطن تعلن الموافقة على مقترح مصري لوقف إطلاق النار في غزة
الشيخ محمود مقاط، مأذون شرعي في غزة، أكد أن معدلات الزواج ارتفعت تدريجيًا رغم الظروف القاسية، في بداية الحرب، كان الإقبال ضعيفًا، لكن مع استمرار العدوان ازدادت العقود المسجلة حتى عادت إلى معدلاتها السنوية الطبيعية، خاصة بعد قرار قاضي القضاة الفلسطينيين الدكتور محمود الهباش، بإعفاء معاملات الزواج من الرسوم تخفيفًا على المواطنين،هذا القرار، الصادر في 8 يناير 2025، كان له أثر كبير في تشجيع الشباب على إتمام عقود زواجهم رغم التحديات.
لم يكن توزيع حالات الزواج متساويًا في مختلف المناطق، وشهدت المناطق الوسطى والجنوبية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد العقود المسجلة، بينما كان الإقبال أقل في مدينة غزة والشمال بسبب شدة العمليات العسكرية هناك، البعض اضطر إلى التعجيل بالزفاف بسبب طول فترة الخطوبة، بينما وجد آخرون في الزواج وسيلة للهروب من واقع الحرب القاسي.
مظاهر الاحتفال بالزفاف اختلفت كثيرًا عن الفترات السابقة، حيث غابت الحفلات الكبيرة والمراسم التقليدية، واقتصرت التجمعات على أفراد العائلة المقربين فقط، كان الهدف الأساسي هو توثيق الزواج شرعيًا دون مظاهر الاحتفال التي كانت مألوفة قبل الحرب.
إحدى أكبر المشكلات التي واجهت المتزوجين حديثًا كانت العثور على مسكن، من كان يمتلك منزلًا، سواء له أو لعائلته، لجأ إليه، بينما اضطر النازحون للعيش في الخيام أو المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، بعض الأزواج أقاموا زفافهم داخل تلك الخيام، في مشهد يعكس صعوبة الحياة في غزة خلال الحرب.
الشيخ محمود مقاط تحدث عن بعض المواقف المؤثرة التي واجهها خلال توثيق عقود الزواج، مشيرًا إلى قصص مؤلمة لأزواج فقدوا عائلاتهم بالكامل، ليصبح العروسان الناجيين الوحيدين من أسرهم، رغم الأحزان التي تحيط بالكثيرين، أصر هؤلاء على المضي قدمًا في حياتهم والتمسك بالأمل في مستقبل أفضل.