د. إيمان عبد الله: طاقة رمضان الإيجابية.. كيف نحافظ عليها بعد رحيله؟

كتب: محمد السعيد

مع اقتراب شهر رمضان المبارك من الرحيل، ومع تزودنا خلال هذا الشهر الكريم بطاقة روحية إيجابية هائلة تعيننا على مواجهة صعوبات الحياة، ومشاقها، يعن لنا أن نسأل المتخصصين: كيف نحافظ على هذه الطاقة الإيجابية بعد رمضان؟.

وفى الإجابة على السؤال تقول د. إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية إن الغالبية العظمى من المسلمين تشعر بطاقة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل النفسية، والروحانية، والاجتماعية، بالإضافة إلى التغيرات الصحية التي تطرأ على الجسم.

وتؤكد استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، فى تصريحات خاصة لـ “موقع بيان الإخبارى” أنه يمكننا الحفاظ على هذه الطاقة الإيجابية بعد انتهاء الشهر الفضيل، لكن لابد أولا أن نوضح ماهية التأثيرات النفسية على الفرد خلال شهر رمضان.

وتوضح د. إيمان هذه التأثيررات فى الآتى:

1. التأثير النفسي للصيام

للصيام تأثير نفسي عميق، حيث يؤدي الامتناع عن الطعام والشراب إلى تحقيق التوازن الحيوي داخل الجسم، مما يعزز الشعور بالراحة النفسية.

ويعود ذلك إلى إفراز الجسم لمواد كيميائية طبيعية، مثل الإندورفين، الذي يعمل كمسكن طبيعي للألم ويحسن المزاج. كما أن الصيام يحفز التفكير الإيجابي، ويعزز الانضباط الذاتي والقدرة على التحكم في الرغبات والسلوكيات.

2. التأثير الروحاني والطمأنينة الداخلية

القرب من الله في رمضان من خلال الصيام، والصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، يخلق حالة من السلام النفسي والطمأنينة، مما يساهم في تقليل التوتر والضغوط اليومية.

وهذا بدوره يعزز الطاقة الإيجابية، ويعطي إحساسًا بالسكينة والرضا الداخلي.

3. الجانب الاجتماعي وتعزيز الروابط الأسرية

رمضان يُعزز التواصل الاجتماعي، سواء من خلال التجمعات العائلية، أو صلة الرحم، أو اللقاءات بين الأصدقاء، مما يولد إحساسًا بالسعادة والانتماء الأسري.

كما أن الأجواء الرمضانية المميزة، من الإضاءة والزينة إلى أصوات الأذان وصلاة التراويح، تضفي شعورًا بالراحة النفسية والدفء المجتمعي.

4. تغيير العادات اليومية وتعزيز قوة الإرادة

التغيرات التي تطرأ على الروتين اليومي خلال شهر رمضان، مثل تقليل العادات السلبية وضبط النفس، تعزز الإحساس بالقوة الذاتية والإرادة.

وعلى سبيل المثال، تقليل تناول الطعام والكافيين يحسن الصحة العامة، ويزيد الشعور بالحيوية والنشاط. كما أن الصيام يساعد على إفراز هرمونات السعادة، مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يعزز الشعور بالإيجابية والتحفيز.

5. العطاء والعمل الخيري وتأثيره على الصحة النفسية

يُعرف رمضان بأنه شهر العطاء والمساعدات، حيث إن تقديم الصدقات والمشاركة في الأعمال الخيرية ينشط مراكز المكافأة في الدماغ، مما يعزز الشعور بالرضا والسعادة. كما أن قلة الطعام تحسن عملية الهضم، وتمنع الشعور بالخمول، وتحسن الدورة الدموية، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الأكسجين إلى الدماغ والشعور باليقظة.

وفى الإجابة على سؤال: كيف نحافظ على هذه الطاقة الإيجابية بعد رمضان؟، تقول د. إيمان:

يمكننا الحفاظ على هذه الطاقة الإيجابية، والمخزون الروحى من خلال إتباع الآتى:

  • الاستمرار في ممارسة العبادات مثل الصلاة وقراءة القرآن للحفاظ على السلام النفسي.

  • المحافظة على العادات الصحية، مثل تقليل الكافيين والطعام غير الصحي، والاستمرار في الصيام ولو بشكل متقطع.

  • تعزيز الروابط الأسرية، من خلال الاستمرار في التواصل الاجتماعي وصلة الرحم.

  • ممارسة العطاء والعمل الخيري، حيث إن الشعور بمساعدة الآخرين يعزز الإيجابية.

  • تبني نمط حياة صحي ومتوازن، من خلال ممارسة الرياضة، والتأمل، وتخصيص وقت للاسترخاء.

وتؤكد د. إيمان عبد الله على أن الشعور بالطاقة الإيجابية في رمضان ليس مجرد إحساس عابر، بل هو نتيجة مباشرة لنمط حياة صحي ومتوازن، وبالتالي، يمكننا المحافظة عليه من خلال تبني نفس السلوكيات والعادات الإيجابية طوال العام.

زر الذهاب إلى الأعلى