أمل محمد أمين تكتب: من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟ (1)
بيان
تخيل أن تكون أجنبيا تزور بلاد المسلمين اعتقد أن أول سؤال سيتبادر إلى ذهنك من هذا الرجل الذي يذكر اسمه خمس مرات في اليوم في آذان يرفع بمكبرات الصوت: “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله”، فمن هو محمد بن عبد الله الرجل الذي صنفه العديد من الروائيين بأنه من أهم الشخصيات التي كتبت التاريخ؟
وبهذا المقال أقدم للقارئ سلسلة مقالات عن أشرف خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. الذي بوجوده تغير العالم وخرج العرب من عباده الاصنام لعبادة الله الواحد وخرجوا من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة وأصبحوا قوة لم يعرف لها مثيل، هو رسول الله الذي أرسله رحمة للعالمين ليكون دليل الفطرة السليمة والأخلاق الحميدة في العبادات والمعاملات.
قال الله تعالى:
“لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” .
وُلِد صلى الله عليه وسلم في مكة عام 570م تقريبًا، في عام يُعرف بـ”عام الفيل”، ونشأ في قبيلة قريش.
وتُشير المصادر التاريخية إلى أن ولادته صلى الله عليه وسلم كانت في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، ولكن هناك اختلافًا حول تحديد اليوم بدقة.
فقد ذكر بعض العلماء أنه وُلد في الثاني عشر من ربيع الأول، بينما أشار آخرون إلى أنه التاسع من الشهر نفسه.
وُلد النبي صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، حيث توفي والده عبد الله قبل ولادته ثم تكفّل به جده عبد المطلب، وبعد وفاته، انتقل إلى رعاية عمه أبي طالب.
من الأحداث البارزة التي سبقت ولادته صلى الله عليه وسلم، حادثة أصحاب الفيل التي ذكرت في القرآن، والتي زادت من مكانة قريش بين القبائل العربية، ومهّدت لولادة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العام المميز.
وتُعتبر ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بداية لمرحلة جديدة في تاريخ البشرية، حيث جاء برسالة الإسلام التي دعت إلى التوحيد والعدل والأخلاق الحميدة.
وُلد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأبوين كريمين من أشراف قريش: عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب.
كان عبد الله الابن الأصغر لعبد المطلب بن هاشم، سيد قريش وحاكم مكة. اشتهر عبد الله بوسامته وأخلاقه الرفيعة، مما جعله محبوبًا بين قومه. عندما نجا عبد الله من الذبح بعد نذر والده عبد المطلب، قرر والده تزويجه تقديرًا لنجاته.
ووقع الاختيار على آمنة بنت وهب وهي من أبرز نساء قريش نسبًا ومكانة. تنتمي إلى بني زهرة، وكان والدها وهب بن عبد مناف سيد بني زهرة. عُرفت آمنة بحكمتها ووقارها، مما جعلها تلقب بـ”حكيمة قومها”.
بعد نجاته، اصطحب عبد المطلب ابنه عبد الله لخطبة آمنة بنت وهب. تم الزواج، وعُرف بأنه اتحاد مبارك بين بني هاشم وبني زهرة. حملت آمنة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد فترة قصيرة من الزواج، لكن عبد الله مرض مرضا شديدا بعد عودته من رحلة تجارة إلى الشام. وتوفي في يثرب (المدينة المنورة) عند أخواله من بني عدي بن النجار. وكانت آمنة حينها حاملًا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بعد ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بست سنوات، قررت آمنة زيارة قبر زوجها في يثرب. وأخذت معها ابنها محمد صلى الله عليه وسلم في الرحلة بعد زيارتها، وأثناء عودتها إلى مكة، توفيت آمنة في منطقة الأبواء بين مكة والمدينة، تاركة النبي صلى الله عليه وسلم يتيم الأبوين.
تُظهر سيرة والدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكانتهما الرفيعة وأثرهما في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث نشأ يتيمًا، مما زاده قوة وعزيمة في حمل رسالة الإسلام.
وبعد وفاة والدة النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان في السادسة من عمره، تكفل به جده عبد المطلب، الذي كان سيدًا في قومه وزعيمًا لقريش. وخلال رعايته أحاط عبد المطلب حفيده برعاية خاصة، وعامله بحب واهتمام كبيرين. واستمرت هذه الرعاية حتى وفاة عبد المطلب عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره، لينتقل بعدها إلى كفالة عمه أبي طالب.
