وكالات

توفيت سيدة صينية تبلغ من العمر 103 أعوام في 8 مارس 2025، بعد انتظار دام أكثر من 80 عامًا لعودة زوجها الذي غادر المنزل في عام 1940 ولم يعد.

زوجة تقاضي زوجها بـ 12 دعوى حبس وتطالب بحقوق أبنائها 

كانت السيدة “دو هوتشن” تعيش في مقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين، حيث رحلت عن الحياة في منزلها، بعد أن أمضت عقودًا طويلة في انتظار زوجها، الذي اختفى بعد مغادرته للقتال في صفوف جيش الكومينتانغ.

وكانت دو قد تزوجت من هوانغ جونفو في عام 1940، وبعد فترة وجيزة من زواجهما، انضم هوانغ إلى الجيش ليشارك في المعارك العسكرية التي دارت في أنحاء مختلفة من البلاد، في عام 1943، التقت دو بزوجها أثناء خدمته العسكرية، وبدأت معه فترة قصيرة من الحياة المشتركة، حيث حملت بطفلهما الأول.

في يناير 1944، أنجبت دو ابنها هوانغ فاشانغ. بعد أيام قليلة من ولادتها، عاد هوانغ إلى منزله لمتابعة مراسم جنازة والدته، ولكنه غادر بعدها للعودة إلى الجيش ولم يعد أبداً.

على الرغم من غياب زوجها الطويل، استمرت دو في حياتها، وهي تعمل بجد لإعالة أسرتها، كانت تقوم بالعمل في مزرعتها طوال النهار، وتنسج الصنادل في المساء لتأمين قوتها، على مدار السنوات، رفضت دو عروض الزواج الأخرى، محتفظة بالأمل في عودة زوجها الذي كانت تنتظره في كل يوم.

أرسل هوانغ جونفو العديد من الرسائل خلال سنوات غيابه، كان آخرها في 15 يناير 1952، في تلك الرسالة، طلب من زوجته أن تركز على تعليم ابنهما “فاشانغ” مهما كانت ظروف الأسرة، مؤكدًا أن هناك أملًا في لم الشمل يومًا ما.

على الرغم من ذلك، انتهت جميع محاولات العائلة في العثور على أي أثر له، بل وأعلنت الجهات المعنية أنه استقر في ماليزيا في عام 1950 ثم انتقل إلى سنغافورة بعد عدة سنوات، لكن لم تتوفر معلومات دقيقة عنه بعد ذلك.

ورغم تلك السنوات الطويلة من الانتظار، لم تفقد دو الأمل، كانت دائمًا متفائلة في حديثها مع أفراد عائلتها، وخاصة في نصائحها لأحفادها، حيث كانت تؤكد على أهمية التعليم والمساهمة في بناء المجتمع، فقد عاش ابنها “هوانغ فاشانغ” حياة تعليمية متميزة وأصبح معلمًا في المرحلة الإعدادية، لكنه توفي في عام 2022.

ورغم محاولات العائلة المتعددة للبحث عن هوانغ جونفو، من خلال نشر إعلانات في الصحف وتوظيف وكالات بحثية، لم يتم العثور على أي أخبار عن مكانه أو حالته.

وفي الوقت الذي كانت فيه دو على فراش الموت، تحدثت حفيدتها هوانغ ليينغ عن حالة من السلام كانت تبدو على وجه الجدة، حيث بدا وكأنها رأت زوجها في رؤيا.

وقالت حفيدتها إن العائلة ستستمر في محاولات البحث عن هوانغ جونفو وأحفاده، تكريمًا لرغبة جدتها التي قضت معظم حياتها في الانتظار.