الرأي الشرعي في ظاهرة تقديم العيدية مقابل التفاعل على مواقع التواصل

كتب- محمد حسن
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مساحة واسعة لانتشار الظواهر والممارسات الجديدة، التي تثير الجدل بين المستخدمين، من بين هذه الظواهر، ظهر ما يُعرف بـ”تريند العيدية”، حيث يتعهد أحد الزوجين بمنح عيدية أو هدية للطرف الآخر بناءً على عدد التفاعلات التي يتلقاها المنشور، سواء من إعجابات أو تعليقات.
اقرأ أيضا.. حكم خروج النساء لصلاة العيد وأهمية اتباع السنة النبوية
في هذا السياق، أوضحت الدكتورة وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحكم الشرعي لهذا النوع من التفاعلات لا يمكن تعميمه، بل يتوقف على نية الشخص الذي ينشر مثل هذه التعهدات.
جاء ذلك خلال لقائها في برنامج “حواء”، الذي تقدمه الإعلامية سالي سالم على قناة الناس، حيث أكدت أن النية تلعب الدور الأهم في تحديد ما إذا كان الأمر جائزًا أم لا.
أشارت الخولي إلى أن الإسلام يشجع على إدخال السرور بين الأزواج وتعزيز المحبة والمودة بطرق مختلفة، وإذا كان الهدف من نشر هذه المنشورات هو التعبير عن الحب وتعزيز الروابط بين الزوجين، فلا يوجد حرج شرعي في ذلك.
وعلى العكس، قد يكون الأمر محمودًا إذا أدى إلى نشر العادات الإيجابية داخل الأسرة وشجع الأزواج على التعبير عن مشاعرهم بطرق مبتكرة.
أكدت أيضًا أن هناك فرقًا بين استخدام هذه المنشورات كوسيلة لإظهار المودة وتعزيز التقارب، وبين استغلالها لجذب التفاعل بهدف زيادة المتابعين أو الترويج للصفحات الشخصية، في الحالة الأخيرة، يُنصح بتجنب هذه الممارسات، لأنها قد تنحرف عن الغرض الأساسي، وتتحول إلى مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب بعيدة عن الهدف الاجتماعي أو الأسري.
تطرقت الخولي إلى أهمية تجديد العلاقات الزوجية والبحث عن وسائل بسيطة لإضفاء أجواء من البهجة بين الزوجين، مشيرة إلى أن الهدايا الرمزية والعيدية ليست مجرد أموال تُمنح، بل هي طريقة لإبداء الاهتمام والشعور بالمشاركة.
وأضافت أن أي وسيلة تعزز الروابط الأسرية دون أن تتجاوز القيم الأخلاقية والشرعية، تعد أمرًا مقبولًا ويمكن الاستفادة منه لإثراء العلاقات الإنسانية داخل الأسرة.
انتشرت هذه الظاهرة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي مع اقتراب عيد الفطر، حيث أصبحت العيدية الإلكترونية طريقة جديدة للمشاركة في الاحتفال، لكنها أثارت تساؤلات حول مشروعيتها وتأثيرها على المفاهيم الاجتماعية، بعض المستخدمين اعتبرها فكرة مرحة تعكس طبيعة العصر الرقمي، بينما رأى آخرون أنها قد تؤدي إلى التباهي أو الضغط الاجتماعي، خاصة بين الأزواج الذين قد يشعرون بأنهم مطالبون بالمشاركة في هذا التريند لمجاراة الآخرين.