بلاغ غامض يقود الشرطة لكشف جريمة مدفونة تحت الأرض

كتب- علي سيد

في عالم التحقيقات الجنائية، هناك جرائم تُفك خيوطها بالأدلة والاعترافات، وأخرى تظل دون حل بسبب نقص المعلومات، لكن بعض القضايا تُكشف بالصدفة، حيث يكون للحظ دور في كشف الجريمة ووضع الجاني خلف القضبان.

ورقة يانصيب منسية تفضح جريمة قتل غامضة بعد سنوات من وقوعها

في إحدى ليالي عام 2016، تلقت الشرطة في مكسيكو سيتي مكالمة طوارئ غامضة، كان الصوت القادم من الهاتف ضعيفًا ومتقطعًا، لكن الرسالة كانت واضحة ومخيفة: “أنا محبوس تحت الأرض… ساعدوني”، لم يستطع المتصل إكمال حديثه، وانقطع الخط فجأة، مما أثار قلق رجال الشرطة الذين بدأوا في تتبع مصدر المكالمة.

بعد تحليل الإشارة الهاتفية، توجهت فرق الإنقاذ إلى موقع مهجور خارج المدينة، حيث لم يكن هناك أي نشاط بشري يُذكر، استمر البحث لعدة ساعات قبل أن يلاحظ أحد الضباط وجود بئر قديمة مغطاة بألواح خشبية متهالكة.

قررت الفرق تفتيش المكان، وبعد إزالة الألواح، بدأت عمليات الحفر التي أسفرت عن اكتشاف جثة رجل كان قد أُبلغ عن اختفائه منذ خمسة أيام.

التحقيقات الأولية كشفت أن الضحية كان لا يزال على قيد الحياة عندما تم إلقاؤه داخل البئر، لكنه لم يتمكن من الخروج، هاتفه المحمول كان لا يزال في جيبه، وتمكن من إجراء مكالمة أخيرة قبل أن تضعف قواه وينتهي به الأمر مدفونًا تحت الأرض، المفاجأة الكبرى ظهرت عند فحص سجل المكالمات، حيث أكد المحققون أن آخر اتصال أجراه الضحية كان برقم الطوارئ، مما يعني أنه حاول يائسًا إنقاذ نفسه حتى اللحظة الأخيرة.

بعد تحليل البيانات واستجواب المقربين من الضحية، تمكنت الشرطة من تحديد هوية المشتبه به، وهو أحد أصدقائه المقربين، الدلائل أظهرت أن هناك خلافًا نشب بينهما قبل أيام قليلة من الحادثة، وانتهى بإقدام الجاني على مهاجمة الضحية وإلقائه في البئر، ظنًا منه أن أحدًا لن يتمكن من العثور عليه، لكن الصدفة لعبت دورها، وأصبحت المكالمة الهاتفية التي أجراها الضحية هي الخيط الذي كشف الحقيقة.

تم القبض على القاتل واعترف بجريمته خلال التحقيقات، حيث أقر بأنه كان يعتقد أن جريمته لن تُكتشف أبدًا، لكن اتصالًا واحدًا غير متوقع أدى إلى كشف التفاصيل وفتح القضية أمام العدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى