الكويت تتحرك دبلوماسيًا لاحتواء التوتر مع واشنطن وتؤكد قوة الشراكة التاريخية

مصادر – بيان

في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات مع الولايات المتحدة، سعت الكويت إلى احتواء الأزمة التي نشأت عقب تصريحات وزير التجارة الأميركي، الذي انتقد السياسات التجارية الكويتية واتهمها بفرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الأميركية، مستحضرًا دور بلاده في حرب تحرير الكويت.

وخلال لقاء جمعها بوزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، أكدت الشيخة الزين الصباح، سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة، أن عمليات “درع الصحراء” و”عاصفة الصحراء” التي أدت إلى تحرير الكويت، كانت “نموذجًا ماليًا مبتكرًا”، ممولًا بالكامل من الكويت بمشاركة الحلفاء، مما ضمن عدم تحمل الولايات المتحدة أو دافعي الضرائب الأميركيين أي أعباء مالية.

وشددت السفيرة على أن الكويت لا تفرض تعريفات جمركية حمائية على المنتجات الأميركية، مشيرةً إلى أن العديد من السلع، خاصة تلك المستوردة لأغراض العمليات العسكرية الأميركية، معفاة بموجب القوانين الوطنية والاتفاقيات الاقتصادية.

تأكيد الشراكة التاريخية

وفي بيان صادر عن السفارة الكويتية، أكدت الشيخة الزين الصباح أن العلاقات الكويتية-الأميركية قائمة على “شراكة امتزجت بالدماء وترسخت بالسلام”، مشيدةً بالدور الأميركي في تشكيل التحالف الدولي لتحرير الكويت عام 1991. كما عبّرت عن امتنان الكويت للولايات المتحدة على قيادتها وشجاعة قواتها المسلحة، مؤكدةً أن هذه اللحظة التاريخية لا تزال راسخة في وجدان الشعب الكويتي.

وشددت السفيرة على “الاعتزاز الكبير بتاريخ البلدين المشترك”، مشيرةً إلى أن عمليات تحرير الكويت لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت أيضًا مثالًا على التعاون المالي والاستراتيجي الفريد.

وفي سياق متصل، تطرقت السفيرة إلى جهود الكويت في مكافحة الحرائق الهائلة التي اندلعت في آبار النفط خلال حرب الخليج، مؤكدةً أن “ريادة الكويت وصمودها” أسهما في إنجاح واحدة من أكبر عمليات إطفاء الحرائق في التاريخ، بمشاركة فرق دولية وخبرات أميركية.

تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكدت السفيرة الزين الصباح التزام الكويت بسياسات السوق المفتوحة، مشيرةً إلى أن التعرفة الجمركية في البلاد تعد من بين الأدنى عالميًا، حيث تبلغ 5% لجميع الشركاء التجاريين، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وفيما يخص الاستثمارات الكويتية في أميركا، أكدت السفيرة على “الحضور الاقتصادي الكبير للكويت”، عبر الهيئة العامة للاستثمار والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، إلى جانب استثمارات القطاع الخاص، التي تعكس ثقة الكويت في متانة الاقتصاد الأميركي.

بدوره، أشاد الوزير لوتنيك بانفتاح الكويت الاقتصادي، معتبرًا أنه “عامل رئيسي في تعزيز العلاقات المستقبلية” بين البلدين، كما ثمّن الشراكة بين الكويت والشركات الأميركية في معالجة الأزمات، ومن بينها التعامل مع حرائق آبار النفط.

وفي ختام الاجتماع، أكد الطرفان التزامهما بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، حيث جدد الوزير الأميركي شكره للسفيرة على النقاش المثمر، فيما أكدت الشيخة الزين الصباح حرص الكويت على “ضمان استمرار هذه الشراكة التاريخية وازدهارها لأجيال قادمة”.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى