شريف عبدالقادر يكتب: تداعيات “الدين الأمريكانى” وموظف شباك صرف المعاش

(2)
لم أذهب لصرف المعاش يوم 25 مارس 2025 لتلافي الزحام في مكتب بريد السيدة زينب، حيث لا أتعامل مع ماكينات البريد بسبب مشكلاتها المتعددة. وذهبت ظهر يوم 27 لاعتقادي أنني سأجد هدوءًا والصرف سيكون سريعًا.
وكان أمامي أربعة أشخاص، وبجانبنا عدد قليل من النساء، وفوجئت بالموظف الملتحي في شباك الصرف يقوم بإجراءات صرف لآخرين من أهل الحظوة غير المتواجدين، مع تكرار تركه الشباك والعودة، وكل تصرفاته كانت ببطء ممل، مما يؤكد ضعفه مهنيًا.
ولا أبالغ عندما أقول إن انتظاري اقترب من ساعة دون مراعاة لكوننا من كبار السن، وحتى لا أنفعل وأنا صائم، غادرت المكتب واتجهت إلى مكتب بريد درب الجماميز، الذي يقع بعد مدرسة الخديوية.
وفي هذا المكتب، يوجد موظف عند المدخل يعطي ورقة لكل طالب بها رقم مكتوب بخط اليد، نظرًا لأن الجهاز المخصص للأرقام والشاشة الإلكترونية معطل، كما هو الحال في مكتب بريد السيدة زينب والكثير من المكاتب.
وفي هذا المكتب، تتم المناداة على كل رقم، وكان أمامي رجل سبعيني منتظر، وعندما تم النداء عليه، اتجه إلى شباك خلفه موظف ملتحٍ أيضًا، وعندما قدم الفيزا والبطاقة له، فوجئ به يقول له: “ليس عندي”. وتعجب الرجل بعد انتظاره أن يُقال له “ليس عندي”!
ثم تم النداء على رقمي، فتوجهت إلى شباك الموظف الملتحي، فإذا به يقوم بطباعة ورقات صرف مزدوجة لخمسة أسماء، ثم يلقي إحداها في سلة القمامة.
وعندما طال انتظاري، قلت له: “أليس حرامًا هذا الورق الذي تطبعه وتلقيه في القمامة؟”.. وسألته متى سأصرف معاشي، فأخذ البطاقة والفيزا بعصبية وتعامل مع الكمبيوتر، ثم أعادهما لي قائلاً: “أنت تابع لمكتب السيدة زينب، اصرف من هناك”.. فقلت له بحدة: “أنا أصرف من أي مكتب بريد رغمًا عنك”، فقام بالصرف.. وأثناء ذلك، قال: “ربنا يأخذ كل كبار السن”، فقلت له: “ربنا يأخذك أنت وأمثالك، فأنت إما عاق لوالديك، أو تربيت في بيئة منحطة، أو ابن حرام، وغالبًا تم توظيفك برشوة دفعتها”.. لقد أخرجنى عن شعورى، وفعل نفس الشيىء مع آخرين ومعظمهم من كبار السن.
والسؤال:
-
أين رقابة إدارة البريد على موظفيها؟
-
ولماذا لا يراقبون أداء موظفيهم من خلال كاميرات المراقبة؟
-
ولماذا لا يدربون موظفيهم على أداء عملهم كما ينبغي، لأن بطء عملهم يؤكد عدم تأهيلهم؟
-
ولماذا لا يعلمونهم احترام كبار السن وتعريفهم بأن الهيئة تتحصل على أموال طائلة شهريًا من أصحاب المعاشات؟