إعلان قديم يقود لكشف جريمة قتل غامضة بعد أكثر من عقدين

وكالات
عالم الجرائم مليء بالأحداث الغامضة التي تبقى دون حل لسنوات طويلة بينما يكشف بعضها عبر تقنيات التحقيق المتطورة لكن هناك جرائم لم يكن ليُكشف عنها الستار لولا الصدفة وحدها حيث تسهم مواقف غير متوقعة في إزاحة الغموض عن جرائم اختفت مع مرور الزمن مثل تلك الحادثة التي بدأت بتصفح عابر في أرشيف الصحف وانتهت باكتشاف مروع لجريمة قتل وقعت قبل أكثر من عشرين عاما.
بطاقة بريدية قديمة تكشف لغز جريمة قتل بعد أكثر من عقدين
في عام 2020 جلست سيدة في مدينة بوسطن تتصفح أرشيف الصحف القديمة عبر الإنترنت بحثا عن مقالات قديمة تهمها وبينما تتنقل بين الصفحات لفت انتباهها إعلان منشور عام 1998 يحمل صورة فتاة صغيرة مفقودة تُدعى سارة ميلر مع مكافأة مالية لمن يدلي بأي معلومات عن مكانها وبينما كانت تقرأ تفاصيل الإعلان لاحظت أن عنوان الاتصال المدرج فيه هو عنوان منزلها الحالي وهو الأمر الذي أثار فضولها وجعلها تتساءل عن العلاقة بين منزلها الحالي وهذه القضية القديمة.
لم تتوقف السيدة عند هذا الاكتشاف بل قررت البحث في تاريخ ملكية المنزل ومن خلال السجلات العقارية وجدت أنه كان مملوكا لرجل يُدعى روبرت كولينز والذي عاش فيه حتى عام 1999 ثم اختفى دون ترك أي أثر وبعد هذا الاكتشاف شعرت أن هناك شيئا غير طبيعي يحيط بالمكان لذلك قررت التواصل مع الشرطة لتبلغهم بما وجدته وبعد مراجعة المحققين لملفات القضية القديمة قرروا فتح تحقيق جديد للكشف عن مصير الفتاة التي اختفت منذ أكثر من عقدين دون أي أثر واضح.
باشرت الشرطة عمليات البحث في المنزل ولم يكن هناك أي دليل واضح على وقوع جريمة بداخله ومع ذلك قررت فرق التحقيق فحص الحديقة الخلفية بعد الاشتباه في وجود نشاط غير طبيعي حولها وبعد عمليات حفر دقيقة عُثر على بقايا بشرية مدفونة في باحة المنزل مما أثار صدمة كبرى بين المحققين وبعد فحص الرفات باستخدام تقنيات تحليل الحمض النووي تبين أن الجثة تعود لسارة ميلر الفتاة التي أُبلغ عن فقدانها عام 1998 والتي كان الجميع يعتقد أنها اختفت دون أي دليل على مكان وجودها.
بعد هذا الاكتشاف المروع بدأ المحققون البحث عن المالك السابق للمنزل الذي كان يعيش فيه وقت اختفاء سارة لكنهم وجدوا أن روبرت كولينز غادر المدينة فجأة في عام 1999 ولم يُعثر على أي سجل له بعد ذلك مما جعل الشكوك تحوم حوله كمشتبه رئيسي في الجريمة وبعد عمليات تتبع وتحقيق واسعة النطاق تم العثور على كولينز في ولاية أخرى حيث كان يعيش بهوية جديدة وعند مواجهته بالأدلة انهار واعترف بقتل الفتاة ودفن جثتها في الحديقة الخلفية لمنزله بعد أن استدرجها من أحد المتاجر القريبة ليبقى سر اختفائها مجهولا طوال هذه السنوات.
أكدت الشرطة أن هذه الجريمة كانت لتظل غير محلولة لولا المصادفة التي قادت إلى إعادة فتح ملف القضية حيث لم يكن أحد ليشكك في المنزل أو يربطه بأي جريمة بعد مرور أكثر من عشرين عاما على وقوعها كما أشار المحققون إلى أن كثيرا من القضايا الغامضة يتم كشفها بطرق غير متوقعة مثل خطأ يرتكبه الجاني أو وثيقة منسية أو حتى إعلان قديم لم يكن أحد ليهتم به لولا مزيج من الفضول والصدفة التي قادت إلى كشف الحقيقة.
أصبحت هذه الحادثة واحدة من أبرز القصص التي تبرز دور المصادفات في كشف الجرائم وفتح ملفات قديمة كانت قد أغلقت منذ زمن طويل حيث ساهمت ملاحظة عابرة من سيدة عادية في حل لغز بقي دون إجابة لعقود لتثبت أن بعض الجرائم مهما طال الزمن عليها قد لا تظل مخفية إلى الأبد.