علي جمعة يوضح حكم سماع إجابات الغش في الامتحانات

كتب – محمد سيد

تناول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال إحدى حلقات برنامجه الديني المذاع على قناة “سي بي سي”، عددًا من الأسئلة المتعلقة بالأحكام الشرعية في مواقف الحياة اليومية، من بينها مسألة الغش في الامتحانات وحكم سماع إجابات الغش دون المشاركة فيه.

علي جمعة: الإيمان بالملائكة والجن تدريب للإيمان بغيب الغيب

أكد جمعة أن الغش محرم شرعًا، مستندًا إلى الحديث النبوي الشريف “من غشنا فليس منا”، موضحًا أن الغش يتنافى مع قيم الصدق والأمانة، ويعد شكلًا من أشكال التدليس والخداع، مشيرًا إلى أن من يعتمد على الغش في تحصيله العلمي كمن يرتدي ثوب الزور، فيظنه الناس عالمًا وهو في الحقيقة يفتقر إلى المعرفة الحقيقية.

أجاب على سؤال أحد الطلاب الذي استفسر عن حكم سماع إجابة من شخص يغش في الامتحان دون أن يطلبها أو يتعمد ذلك، موضحًا أن الإثم يقع على من قام بالغش ومن ساعده، أما الشخص الذي سمع الإجابة دون قصد فلا ذنب عليه، لأن الأمر لم يكن بإرادته ولم يسعَ إليه، مضيفًا أن من يسمع الإجابة دون أن يكون طرفًا في عملية الغش قد لا يكون ذلك مؤثرًا عليه، حيث إنه ربما يكون يعرف الإجابة مسبقًا، أو أن سماعها لا يضيف جديدًا إلى معرفته.

تطرق إلى قضية أخرى مرتبطة بالأمانة في التعاملات التجارية، حيث تساءل أحد المتابعين عن حكم شراء سلعة بسعر معين وإعادة بيعها بسعر أعلى، ليؤكد جمعة أن البيع والشراء في الإسلام يقومان على التراضي بين الطرفين، مشيرًا إلى أن تحقيق الربح من خلال التجارة أمر مباح شرعًا، طالما كان البيع خاليًا من الغش أو الاستغلال، لأن الأصل في المعاملات التجارية هو تحقيق المنفعة للطرفين.

تلقى سؤالًا حول جزاء سب الدين، مشددًا على أن سب الدين من الكبائر، ويعد خروجًا عن حدود الأخلاق الدينية، موضحًا أن الإنسان يجب أن يتجنب الوقوع في هذا الفعل المحرم، وعليه أن يسارع إلى التوبة إذا بدر منه ذلك، داعيًا إلى الالتزام بالآداب الإسلامية في الحديث، والحرص على ضبط اللسان حتى لا يقع الإنسان في المعصية دون أن يدرك خطورتها.

اختتم حديثه بالتأكيد على أهمية الالتزام بالقيم الإسلامية في جميع جوانب الحياة، سواء في الدراسة أو التجارة أو التعاملات اليومية، موضحًا أن الأخلاق والتدين الحقيقي لا يقتصران على أداء العبادات، بل يظهران في السلوك والتعامل مع الآخرين، مشددًا على ضرورة تجنب الغش والكذب وسب الدين، والحرص على الصدق والأمانة في كل المواقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى