تصاعد موجة النزوح في شمال الضفة الغربية وسط استمرار العدوان الإسرائيلي

وكالات
يشهد شمال الضفة الغربية تصاعداً غير مسبوق في عمليات النزوح القسري، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، والذي أدى إلى أكبر موجة نزوح سكاني منذ عام 1967.
الاحتلال يقتحم بلدة بيت أمر شمالي الخليل بالضفة الغربية
وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن الوضع هناك مقلق للغاية، نتيجة للعمليات العسكرية المكثفة التي تستهدف المدن والمخيمات الفلسطينية، ما خلف دماراً واسع النطاق وأجبر آلاف العائلات على ترك منازلها.
وأشارت الوكالة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إلى أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن تدمير منظم للبنية التحتية ومساكن المدنيين، إضافة إلى إصدار أوامر هدم واسعة طالت العشرات من العائلات، مما جعل أوضاع اللاجئين الفلسطينيين أكثر تأزماً.
التهجير القسري الذي يتعرض له الفلسطينيون في شمال الضفة بات مشهداً متكرراً، حيث تشهد مدن ومخيمات مثل جنين وطولكرم وطوباس ونابلس عمليات اقتحام متكررة أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
منذ 21 يناير الماضي، صعّد الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة هجماته، مستهدفاً التجمعات السكنية والبنية التحتية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني، وسط دمار طال مئات المنازل والمنشآت العامة.
الأونروا أكدت أن الأزمة الإنسانية تزداد تعقيداً، في ظل نقص الموارد وتزايد أعداد النازحين، وهو ما يتطلب استجابة دولية عاجلة لاحتواء تداعيات هذه الكارثة الإنسانية.
تعمل الأونروا بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين على تقديم مساعدات عاجلة للأسر المتضررة، وتشمل هذه المساعدات توفير الغذاء والمياه الصالحة للشرب، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، حيث يعاني النازحون من ظروف معيشية قاسية في ظل استمرار العدوان.
كما قامت الوكالة بتكييف خدماتها الأساسية، من خلال تسيير عيادات صحية متنقلة، لضمان تقديم الرعاية الصحية للنازحين في المناطق التي تشهد تصعيداً عسكرياً.
إلى جانب ذلك، وفرت الأونروا خدمات التعليم عبر الإنترنت، لضمان استمرار العملية التعليمية للأطفال الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم ومدارسهم.
حجم الدمار في مناطق شمال الضفة الغربية بات يثير قلقاً متزايداً في الأوساط الدولية، حيث أظهرت التقارير الميدانية أن العدوان لم يقتصر فقط على الاستهداف المباشر للمدنيين، بل شمل أيضاً عمليات هدم ممنهجة تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض.
استمرار عمليات الهدم والتشريد يفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث أصبحت العائلات الفلسطينية بلا مأوى، وسط غياب أي ضمانات دولية لحمايتها.