تركيا تحذّر من الانزلاق نحو الفوضى في سوريا: لا نرغب بمواجهة مع إسرائيل

مصادر – بيان

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده لا تسعى إلى أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل على الأراضي السورية، محذرًا من أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على البنية العسكرية السورية تُقوّض جهود الحكومة الجديدة في دمشق لمواجهة التهديدات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم “داعش” وحزب العمال الكردستاني المحظور.

وفي مقابلة خاصة مع وكالة “رويترز”، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول “الناتو” في بروكسل، قال فيدان إن أنقرة تعتبر هذه الضربات انتهاكًا للسيادة السورية، ومصدرًا لتأجيج عدم الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا في الوقت ذاته أن سوريا “ملكٌ للسوريين”، وأن أي مواجهة محتملة ستكون ضارة بجميع الأطراف.

وأشار الوزير إلى أن تركيا، التي تشترك مع سوريا في حدود تمتد 911 كيلومترًا، تدعم بقوة الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، والتي تضم عناصر من المعارضة السابقة التي لطالما دعمتها أنقرة ضد نظام بشار الأسد.

ووسط تقارير عن مساعٍ تركية لإبرام اتفاق دفاعي مشترك مع دمشق، شدد فيدان على أن أنقرة تعمل على تشكيل “منصة إقليمية موحدة” مع سوريا ودول أخرى لمواجهة التحديات الأمنية، ومنع عودة التنظيمات المتطرفة، معتبرًا أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة تُضعف البنية العسكرية السورية خلال مرحلة انتقالية حساسة.

وعن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، أوضح فيدان أنه ناقش في واشنطن مؤخرًا مراجعة إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة للملف السوري والعقوبات المفروضة على دمشق. وقال: “لدينا سوريا جديدة الآن، وتحتاج إلى نهج مختلف”، مشيرًا إلى رغبة تركيا في تحسين العلاقات الدفاعية مع واشنطن ورفع العقوبات المفروضة على قطاعها العسكري.

وفيما يخص النزاع الروسي–الأوكراني، أعاد الوزير التأكيد على موقف تركيا المتوازن بين موسكو وكييف، مجددًا استعداد بلاده لاستضافة مفاوضات سلام مباشرة بين الطرفين، على غرار ما حدث في 2022. واعتبر أن “أي حل دبلوماسي، حتى إن كان صعب الاستيعاب، يبقى أفضل من استمرار الموت والدمار”.

وفي ختام تصريحاته، علّق فيدان على التهديدات الأمريكية بشن ضربات عسكرية ضد إيران، مشددًا على أن أنقرة ترفض أي تصعيد في المنطقة، وتدعو إلى حوار مباشر وصريح بين طهران وواشنطن باعتباره السبيل الوحيد لتفادي المواجهة.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى