مباحثات مصرية سعودية مكثفة لاحتواء الأزمة في غزة واستعادة اتفاق التهدئة

كتب – علي هلال
أجرى وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، تناول التطورات المتسارعة في قطاع غزة، والتصعيد المستمر الذي تشهده الساحة الفلسطينية في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، والجهود الإقليمية المبذولة لإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار.
وزير الخارجية والهجرة يلتقى وفد من حركة فتح اليوم
جاء الاتصال في إطار التنسيق الدوري والمستمر بين القاهرة والرياض، خصوصًا في ظل المستجدات الراهنة على الساحة الإقليمية.
وتركزت المباحثات بين الوزيرين على الخطوات المطلوبة للعودة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التوصل إليه سابقًا بدعم من أطراف عربية ودولية، والذي يهدف إلى تحقيق التهدئة ووقف نزيف الدماء الفلسطيني، ووضع آلية واضحة لتنفيذ المراحل الثلاث المتفق عليها مسبقًا، وتشمل الوقف الكامل للعمليات العسكرية، وإدخال المساعدات الإنسانية، ثم الانخراط في مفاوضات سياسية شاملة.
بحث الجانبان خلال الاتصال مستقبل التحركات المنتظرة من اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، التي تم تشكيلها لمتابعة الأزمة في غزة، ومواصلة التواصل مع الأطراف الدولية المعنية، وعلى رأسها الدول المؤثرة في مجلس الأمن، إلى جانب منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وشدد الوزيران على أهمية دعم الجهود الرامية إلى إقرار خطة عربية شاملة للتعافي المبكر في القطاع، بما يشمل إعادة الإعمار، وتهيئة الظروف لحياة طبيعية للفلسطينيين بعد أشهر طويلة من القصف والحصار.
استعرض الطرفان كذلك تطورات عدد من الملفات الإقليمية الأخرى، حيث جرى تبادل وجهات النظر بشأن الوضع في لبنان وسوريا واليمن، وأهمية التنسيق المصري السعودي من أجل تجنب تفاقم التوترات في مناطق النزاع، والحفاظ على استقرار المنطقة ككل.
وركز النقاش على ضرورة كبح جماح التصعيد المتكرر في عدة بؤر إقليمية، والعمل على دفع الحلول السياسية التي تحظى بقبول الأطراف المحلية والدولية، خاصة مع تزايد التدخلات الخارجية، التي تساهم في تعقيد الأزمات وإطالة أمدها.
أكد الوزيران خلال الاتصال التزام البلدين الثابت بدعم القضية الفلسطينية باعتبارها أولوية عربية، وضرورة دعم المسار السياسي القائم على حل الدولتين، ورفض كل أشكال التهجير أو فرض الأمر الواقع بالقوة.
كما اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتحرك المشترك خلال الفترة المقبلة، سواء في المحافل الدولية أو على مستوى اللقاءات الثنائية، لتأمين مواقف عربية موحدة أمام المجتمع الدولي في ظل حالة التوتر المتزايدة في الأراضي الفلسطينية.
ويأتي هذا الاتصال في سياق سلسلة من التحركات السياسية والدبلوماسية التي تقودها مصر بالتنسيق مع السعودية وعدد من الدول العربية، في محاولة لوقف الحرب المستمرة في غزة، وتخفيف المعاناة عن السكان المدنيين الذين يواجهون أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار والانقطاع المتواصل للخدمات الأساسية.