د. ميخائيل عوض يكتب: نتنياهو في البيت الأبيض.. هل يعود خائباً ويُسدل الستار عليه؟

بيان

(1)

سارع نتنياهو لتلبية استدعاء ترامب، الاستدعاء الذي أعلنه على الهواء دون تنسيق مسبق، ولا اعتماد المراسلات والإجراءات المتبعة بين الدول. فقد أمره ترامب بالحضور إلى البيت الأبيض دون تنسيق، فهرول لأمر سيده.

ماذا يريد ترامب منه؟

لا أحد يخبرنا بأن نتنياهو معلم ترامب، أو يؤثر عليه، وأنَّ اسرائيل تقود أمريكا “الترامبية”، فالوقائع تقول العكس.

 (2)

على طاولة ترامب ملفات؛ التعامل مع إيران -وزيارته لدول الخليج لحصد تريليونات الدولارات التي هو بحاجتها الماسة-، وحرب غزة التي كشفت عورات نتنياهو وجيشه وعرَّتُه أمام العالم وفي إسرائيل، وثبت العجز المطلق عن تحقيق أي هدف عسكري وسياسي منها إلا القتل والتدمير والتجويع والإبادة واستعراض الطائرات والقنابل على العُزل والخيم.

وسيكون الفشل باليمن على جدول الأعمال.

 (3)

نتنياهو بطة عرجاء مأزوم في إسرائيل، وفي حروبه على الأطفال في غزة، وقصف معسكرات خاوية في سورية، وعمليات بلا رد في لبنان، وتوترات مع مصر والسعودية.

ترامب صفعه وصفع إسرائيل بإعلانه ضريبة جمركية على منتجاتها للأسواق الأمريكية. وهي المرة الأولى منذ نشوء إسرائيل كمنصة لتخديم لوبي العولمة وحكومة الشركات الخفية، التي مَولتهَا وأَمنتها وفتحت لها أسواق الاتحاد الأوروبي وأمريكا بلا أية قيود أو ضرائب، في إشارة قاطعة على أنها لم تعد الطفل المدلل، وستدفع بدلَ أن اعتادت على الأخذ بلا حساب.

 (4)

الأرجح أنَّ ترامب سيبلِّغَه عجز أمريكا عن تمويل حروبه، وإعادة إنهاض اقتصاده المُدَّمر، وسيطالبه بعمل دراماتيكي لإنقاذ نفسه. إما ضرب إيران وتحمل نتائجها، أو وقف الحرب والانعطاف الى السلام. فتريليونات السعودية والإمارات وقطر أصبحت لأمريكا “الترامبية” في أزمتها العنيفة الجارية أهم بكثير من إسرائيل ودورها و”عنتريات” نتنياهو.

(5)

الأرجح أن يضعه أمام مسؤولياته في اليمن، ويُبلغه أنَّ أمريكا فشلت، وحملتها لم تحقق نتائج، بل تتحول عملياتها إلى ورطة بأكلاف كبيرة. ليست أمريكا المأزومة قادرة على تحملها “كرمال” نتنياهو ولوبي العولمة، وبأن البنتاغون وحكومة الشركات استنفذوا قدراتهم، ولن يستمر ترامب بتأمين كلفة حروبهم، لتحقق أرباح للشركات وبيروقراطية البنتاغون التي يشتبك معهم في أمريكا بحرب قاتلة.

استدعاء نتنياهو على عجل سيترتب عليه قرارات وتطورات هامة وقد تنقلب الصورة.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى