السيسي يثمّن جهود ماكرون في تعزيز الشراكة المصرية الفرنسية

كتب – سيد هلال
عبّر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيدًا بدوره في تعميق وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، مؤكدًا أن القاهرة تولي هذه الشراكة اهتمامًا استراتيجيًا وتسعى إلى الاستفادة القصوى من التجربة الفرنسية في مختلف المجالات.
قمة السيسي وعبد الله وماكرون: دعوات لوقف الحرب واستئناف المسار السياسي
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي في منتدى رجال الأعمال المصري الفرنسي، الذي شهد حضورًا رفيعًا من المسؤولين وكبار رجال الأعمال من الجانبين، حيث استقبل الرئيس المصري نظيره الفرنسي بكلمات ترحيب مباشرة، قائلاً: “بسم الله الرحمن الرحيم.. فخامة الرئيس ماكرون، اسمح لي أرحب بك وبالوفد المرافق لك في مصر، وأشكرك على جهدك في دعم وتطوير العلاقات بين بلدينا. هذه شراكة نقدرها ونبذل كل الجهود للاستفادة من الخبرات والقدرات الفرنسية”.
الرئيس السيسي لم يكتفِ بالتقدير الرسمي، بل وجه أيضًا تحية مباشرة إلى مجتمع الأعمال الفرنسي، مشيرًا إلى الدور المهم الذي تلعبه الشركات الفرنسية في دعم الاقتصاد المصري، حيث قال: “برضه مش هنسى أبدًا أن أرحب بالشركات الفرنسية ورجال الأعمال من فرنسا، ونوجه لهم تحية خاصة”، في إشارة إلى الأهمية التي توليها القيادة المصرية لتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر، وتحديدًا الشراكات مع دول الاتحاد الأوروبي.
اللقاء جاء في سياق توسيع مجالات التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الصناعة، الطاقة، النقل، والسياحة، بالإضافة إلى ملفات الأمن والدفاع، وهو ما يمثل امتدادًا لتاريخ طويل من العلاقات المصرية الفرنسية التي تعززت خلال السنوات الماضية، سواء من خلال الزيارات المتبادلة أو من خلال التفاهمات الاقتصادية والسياسية المشتركة.
المعطيات الرسمية تشير إلى أن حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر تجاوز 5.5 مليار يورو، موزعة على أكثر من 160 شركة تعمل في مجالات متنوعة، من بينها الطاقة، البنية التحتية، الغذاء، والصناعات التحويلية، كما سجل التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 4.6 مليار يورو خلال عام 2023، بنمو تجاوز 15% عن العام السابق.
منتدى رجال الأعمال مثل فرصة مباشرة لبحث آفاق جديدة للتعاون في مشاريع ذات طابع استراتيجي، منها مشروعات النقل الذكي والطاقة المتجددة، خاصة أن مصر تستهدف بحلول عام 2030 التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، فيما تمتلك فرنسا خبرات فنية وتقنية متقدمة في هذا المجال.
العلاقات بين القاهرة وباريس لا تقتصر على الاقتصاد فحسب، بل تمتد إلى ملفات إقليمية مهمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أبرزها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، والتنسيق في مكافحة الإرهاب، وسبق أن عقد الجانبان مشاورات سياسية وعسكرية عالية المستوى، تُرجمت إلى اتفاقيات تعاون ومناورات عسكرية مشتركة.
زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة جاءت في ظل سياقات دولية وإقليمية معقدة، وهو ما أضفى على اللقاء طابعًا خاصًا من حيث التوقيت والدلالة، حيث تسعى مصر لتأكيد دورها كمحور استقرار في المنطقة، بينما تبحث فرنسا عن شراكات مؤثرة في جنوب المتوسط.