كتب – علي سيد

شهدت مدينة العريش توديع الرئيس عبد الفتاح السيسى لنظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، بعد ختام زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام، حملت رسائل دعم وتعاون مشترك على مستويات سياسية واقتصادية وإنسانية.

عاجل.. الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي يصلان إلى العريش

رافق الرئيسان وفودًا رسمية إلى العريش، على بُعد نحو خمسين كيلومترًا من قطاع غزة، حيث تفقدا الأوضاع الإنسانية والأمنية واطلعا على جهود الدعم المقدمة للمدنيين، التقى الرئيسان بعاملين في منظمات فرنسية غير حكومية ومنتدبين من الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصرى، تأكيدًا على الاهتمام المشترك بدعم الاستقرار في المنطقة والتضامن مع سكان غزة.

جاءت هذه الزيارة كخاتمة لبرنامج مكثف بدأه ماكرون مساء الأحد في القاهرة، حيث لقي استقبالًا رسميًا لافتًا بمجرد دخول طائرته الأجواء المصرية، حيث رافقتها مقاتلات رافال ترحيبًا، افتتح الرئيس الفرنسى برنامجه بزيارة المتحف المصرى الكبير، وتفقد الأجنحة الخاصة به، ثم اصطحبه الرئيس السيسى فى جولة ميدانية إلى القاهرة التاريخية شملت منطقة خان الخليلى، وسط تفاعل جماهيرى ملحوظ من المواطنين الذين حرصوا على التقاط الصور وتحية الزعيمين.

تناول الرئيسان العشاء في أحد المطاعم التاريخية بالمنطقة، قبل أن يلتقيا مجددًا فى قصر الاتحادية، حيث أُقيمت مراسم استقبال رسمية تبعها جلسة مباحثات ثنائية، ثم جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين.

اختُتمت المباحثات بالإعلان عن ترفيع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وتوقيع عدة مذكرات تفاهم فى مجالات مختلفة.

شملت الزيارة كذلك مشاركة الرئيسين فى المنتدى الاقتصادى المصرى الفرنسى الذى عُقد فى القاهرة، وضم عددًا كبيرًا من الشركات المتخصصة فى مجالات الطاقة، الصحة، التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعى، والهيدروجين الأخضر.

ناقش المنتدى فرص الشراكة الاقتصادية والتجارية، وسُبل التوسع فى الاستثمارات الفرنسية بمصر، بما يعكس الاهتمام المتبادل بتطوير العلاقات الاقتصادية.

واصل الرئيسان جدول أعمالهما بزيارة محطة عدلى منصور المركزية للنقل الجماعى، حيث تفقدا التجهيزات الحديثة للمحطة، واطلعا على سير العمل بالخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة.

أشاد السيسى بالدور الفرنسى فى دعم مشروعات النقل المصرية، خاصة ما تنفذه الشركات الفرنسية من أعمال فى القاهرة الكبرى، مؤكدًا اهتمام الدولة بتوطين الصناعات وزيادة المكون المحلى والالتزام بالجدول الزمنى للتنفيذ.

بدوره، أعرب ماكرون عن إعجابه بمستوى التطوير الذى وصلت إليه البنية التحتية فى مصر، خاصة فى قطاع النقل، وأكد حرص بلاده على تعزيز الشراكة القائمة والمشاركة فى مشاريع مستقبلية جديدة.

واختُتمت الزيارة من مدينة العريش، حيث أكّد السيسى خلال وداعه لماكرون أن مصر تقدر التعاون المتبادل مع فرنسا، وتُثمّن مواقف باريس الداعمة، خاصة فى القضايا الإقليمية ذات الطابع الإنسانى، أما ماكرون، فأعرب عن شكره للحفاوة التى قُوبل بها، وأكد عمق علاقات الصداقة التى تجمع الشعبين، معربًا عن تطلعه إلى مراحل جديدة من التعاون البنّاء بين الجانبين.