د. محمد إبراهيم بسيوني: هل يمكن الاستغناء عن الجراحة فى علاج التهاب الزائدة؟

كتب: على طه
سألنا د. محمد إبراهيم بسيوني،الأستاذ المتفرغ بطب المنيا: هل يمكن الاستغناء عن الجراحة فى علاج التهاب الزائدة؟، وذلك بعد ذيوع نتائج دراسة كودا (CODA) الشهيرة، فى هذا الشأن؟
أجاب د. بسيونى: بعد نشر دراسة كودا (CODA) التى أجريت في نيو إنجلاند للطب حول علاج التهاب الزائدة، كانت هناك آمال كبيرة في تحول في الطريقة التي يتم بها علاج هذه الحالة.
وأضاف د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “موقع بيان” : تشير الحروف: CODA اختصارًا لـ
(Comparison of Outcomes of Antibiotic Drugs and Appendectomy).
وهي دراسة سريرية شهيرة نُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية (NEJM) عام 2020، وتُعد من أهم الدراسات الحديثة التي أعادت تقييم طريقة علاج التهاب الزائدة الدودية الحاد.
خلفية الدراسة وتفاصيلها
وقال د. بسيونى: تقليديًا، يُعتبر الاستئصال الجراحي للزائدة (Appendectomy) هو العلاج القياسي لالتهاب الزائدة الدودية الحاد، لكن بدأت تظهر تساؤلات حول ما إذا كانت المضادات الحيوية وحدها قد تكون كافية في بعض الحالات.
وشارك فى الدراسة عينة مكونة من حوالي 1,552 مريضًا بالغًا، وتم تصميم الدراسة بحيث تكون العينة عشوائية ومنضبطة (Randomized Controlled Trial)، وأُجريت في 25 مركزًا طبيًا في الولايات المتحدة، ومدتها سنة بعد العلاج.
النتائج الرئيسية
وأضاف د. بسيونى، جاءت النتائج الرئيسية للدراسة تشير إلى أن المضادات الحيوية فعالة لكثير من المرضى، فبعد شهر، كان حوالي 70% من المرضى الذين عولجوا بالمضادات الحيوية لم يحتاجوا إلى جراحة، لكن خلال عام، كان حوالي 30% من هؤلاء اضطروا لإجراء الجراحة لاحقًا.
تم ملاحظة أن نوع الالتهاب يؤثر على النتيجة، فالمرضى الذين لديهم زائدة بها حصى (Appendicolith) كانوا أكثر عرضة للفشل في العلاج بالمضادات الحيوية.
وجاءت النتائج العامة للجودة الصحية متقاربة بين المجموعتين، الذين تم علاجهم بالمضادات مقابل اتلذين أجريت لهم الجراحة)، لكن: المضادات الحيوية كانت أقل ألمًا وتعافيًا أسرع في البداية، بينما الجراحة أعطت حلًا دائمًا وأكثر نهائية.
الخلاصة السريرية
وأكد د. بسيونى أن دراسة CODA لم ترفض الجراحة، لكنها أظهرت أن: المضادات الحيوية قد تكون خيارًا مقبولًا وآمنًا لبعض المرضى المصابين بالتهاب الزائدة الحاد دون مضاعفات، وأن المشاركة في اتخاذ القرار بين الطبيب والمريض مهمة جدًا، بناءً على رغبة المريض وحالة الالتهاب.
ومع ذلك، من الناحية العملية، لم يحدث تحول جذري في الممارسة الإكلينيكية لعلاج التهاب الزائدة في معظم الأماكن.
في حين أن الدراسات تشير إلى إمكانية تطبيق أساليب غير جراحية مثل العلاج بالمضادات الحيوية في حالات معينة، إلا أن العديد من المستشفيات والمراكز الطبية ما زالت تفضل العلاج الجراحي كخيار أساسي.
ويعود ذلك جزئيًا إلى المخاوف من حدوث مضاعفات أو الانتكاس بعد العلاج بالمضادات الحيوية فقط. كما أن الجراحة تظل أكثر أمانًا في معظم الحالات لضمان إزالة العدوى بشكل كامل.
وانتهى د. بسيونى إلى القول: “على الرغم من أن هناك بعض التحولات في التفكير والبحث في الخيارات العلاجية، إلا أن الجراحة تظل الخيار الأكثر شيوعًا لعلاج التهاب الزائدة في كثير من الأماكن”.
طالع المزيد: