اجتماع حكومي يبحث خطوات توسع مصر في مشروعات الهيدروجين الأخضر

كتب – سيد علي
ناقش الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء تطورات مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، خلال اجتماع موسع ضم مسؤولين عن قطاعات الكهرباء والطاقة الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إضافة إلى ممثلين عن جهات حكومية معنية باستخدامات أراضي الدولة.
رئيس الوزراء يتابع خطوات الطروحات في قطاع الطاقة
جاء الاجتماع في إطار التوجه الحكومي المتواصل لتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
شدد رئيس الوزراء في بداية الاجتماع على أهمية ملف الطاقة في السياسة العامة للدولة، مؤكدًا أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا لمشروعات الوقود الأخضر باعتبارها أحد مكونات التحول الاستراتيجي نحو مصادر مستدامة لتوليد الطاقة، واعتبر أن التحول إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة واقعية لمصر للاستفادة من موقعها الجغرافي ومقوماتها الطبيعية، مشيرًا إلى تزايد الاهتمام الدولي بهذه الصناعة ووجود سباق عالمي لجذب الاستثمارات في هذا القطاع الواعد.
استعرض الاجتماع الوضع الحالي للأراضي المخصصة لإقامة المشروعات المرتبطة بإنتاج الهيدروجين الأخضر، وكذلك التصورات المقترحة لتخصيص أراضٍ جديدة بما يتماشى مع خطط التوسع المستقبلية، وتم التأكيد على أن الدولة تضع في أولوياتها توفير البنية التحتية الملائمة لجذب التحالفات العالمية والشركات الكبرى، من خلال تقديم حوافز استثمارية وضمانات فنية وتشريعية لتسهيل تنفيذ المشروعات.
ناقش المشاركون ما تم توقيعه من مذكرات تفاهم واتفاقيات إطارية مع شركات وتحالفات دولية متخصصة، وأوضحوا أن عددًا من تلك المشروعات بات في مرحلة الدراسات الأولية بعد أن تم تخصيص مواقع لها على الأرض، وجرى التطرق إلى آليات تسريع خطوات التخصيص والبدء الفعلي في مراحل التنفيذ، بالتوازي مع المتابعة المستمرة لمدى جاهزية مواقع المشروعات من حيث توافر الموارد والبنية التحتية والطاقة اللازمة.
أكد المهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن هناك اهتمامًا واسع النطاق داخل الوزارة بملف الهيدروجين الأخضر، باعتباره امتدادًا طبيعيًا لخطة مصر في التوسع في الطاقة المتجددة، وخاصة في ظل ما حققته البلاد من تقدم في مجال مشروعات الرياح والطاقة الشمسية.
وأشار إلى أن نجاح الدولة في إقامة مشروعات كبرى مثل محطات بنبان وطاقة الرياح في جبل الزيت عزز من ثقة المستثمرين في المناخ المصري.
من جهته، استعرض وليد جمال الدين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الإطار، موضحًا أن المنطقة الاقتصادية باتت وجهة مفضلة للشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة الخضراء، نظرًا لتوافر عناصر الدعم اللوجيستي، ووجود موانئ متطورة، وارتباط جغرافي مباشر بمسارات التصدير للأسواق الأوروبية والآسيوية.
شهد الاجتماع عرضًا من المركز الوطني لاستخدامات أراضي الدولة حول سبل التنسيق مع مختلف الجهات الحكومية لتسهيل عمليات تخصيص الأراضي المطلوبة، وتوضيح ضوابط استخدامها بما يضمن تعظيم الاستفادة منها ويقلل من معوقات التنفيذ.
كما أشار المهندس إيهاب إسماعيل القائم بأعمال رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة إلى أهمية الإسراع في استكمال الدراسات الفنية للمشروعات التي تم توقيع اتفاقياتها بالفعل، حتى تدخل حيز التنفيذ خلال الأشهر القادمة.
أجمع المشاركون في نهاية الاجتماع على ضرورة استمرار هذه اللقاءات الدورية لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروعات الهيدروجين الأخضر، وتذليل أية معوقات قد تظهر في المراحل المختلفة، وأكدوا أن التزام الحكومة بملف الوقود الأخضر يعكس قناعة راسخة بأهمية الانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات، مع الحفاظ على مصالح الدولة وتعزيز قدرتها التنافسية في سوق الطاقة العالمي.