د. محمد الجوهري: مردود زيارة الرئيس ماكرون على الاقتصاد المصرى

كتبت: رحمة أحمد
أشاد الخبير الاقتصادي د. محمد الجوهري إشادة بالغة بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، وتوقيتها، مؤكدا أنها تُعد زيارة مهمة للغاية، حيث تشمل العديد من المحاور، السياسى والاقتصادى والتعليمى، والثقافى.
وفي الإجابة على سؤال لـ “موقع بيان” حول ما يتعلق بالمحور الاقتصادي للزيارة، قال د. الجوهرى إنه من المتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا انتعاشة كبيرة عقب هذه الزيارة، خاصة مع إجراء مباحثات ثنائية وتوقيع عدد من الاتفاقيات ذات البُعد الاقتصادي.
وواصل أن الزيارة جاءت في توقيت بالغ الأهمية، وتُعد رفيعة المستوى، إذ يرافق الرئيس ماكرون وفد كبير يضم وزراء الدفاع، والاقتصاد، والتجارة، إلى جانب نخبة من رجال الأعمال الفرنسيين، كما تأتي الزيارة في وقت تعمل فيه مصر على توسيع علاقاتها الخارجية، خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي، بهدف تعميق التعاون الاقتصادي.
ولفت د. الجوهرى إلى أن هذه الزيارة – أيضًا – تتزامن مع عدة أزمات دولية، من بينها الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وكذلك أزمة غزة، والتي تحاول فرنسا أن تلعب فيها دورًا فاعلًا من خلال جهود الوساطة وتقديم المساعدات.
وأوضح أن البيانات الأخيرة تشير إلى نمو حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا، حيث بلغ في عام 2024 نحو 2.9 مليار دولار، بزيادة تُقدّر بـ 22% عن عام 2023، وهو مؤشر إيجابي يعكس قوة الشراكة.
كذلك، هناك تعاون عسكري متنامٍ بين البلدين، إضافة إلى مشاريع سابقة مثل مترو الأنفاق، ومشاريع جديدة في الطاقة المتجددة في شمال إفريقيا، وتحديدًا مصر، والتي أصبحت محورًا مهمًا في هذه المشاريع.
وقال الخبير الاقتصادى إنه من اللافت أيضًا أن الصادرات المصرية إلى فرنسا ارتفعت بنسبة 136%، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، وهي مؤشرات على أن الفترة المقبلة ستشهد رواجًا أكبر، خصوصًا مع وجود نحو 960 شركة فرنسية تعمل حاليًا في السوق المصري في مجالات متعددة، منها البنوك، السياحة، البنية التحتية، والصناعات الدوائية.
وأضاف مصر تسعى لأن تكون بوابة فرنسا نحو القارة الإفريقية، نظرًا لما تملكه من مكانة استراتيجية. ويأتي هذا في ظل تغيرات كبرى على الساحة الأوروبية بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي دفعت الدول الأوروبية للبحث عن شركاء جدد خارج نطاق أوروبا وأمريكا، لتأمين مصادر الطاقة وسلاسل الإمداد.
وفى الإجابة على سؤال بشأن تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، قال لاشك أن هذه الرسوم أثرت سلبًا على الأسواق العالمية وأدت إلى انهيارات في البورصات الدولية، كما زادت المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي، وفي هذا السياق، يُتوقع أن تعمل فرنسا ومصر، من خلال تعزيز التبادل التجاري، على تجاوز هذه العقبات.
وأضاف فرنسا كانت من أوائل الدول التي دعت لإقامة شراكات اقتصادية بلا حواجز جمركية، وهي أيضًا من الدول الملتزمة باتفاقيات مثل اتفاقية باريس للمناخ، والتي انسحبت منها الولايات المتحدة سابقًا.
وانتهى د. محمد الجوهري، الخبير الاقتصادي إلى التأكيد على أن زيارة ماكرون للقاهرة جاءت في توقيت بالغ الدقة، وتؤكد سعي فرنسا، كقائدة للاتحاد الأوروبي، إلى توسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع دول مثل مصر، خصوصًا في ظل تحولات الخريطة الاقتصادية العالمية، ونتائج القرارات الاقتصادية الأمريكية التي لم تُدرس بالشكل الكافي.
طالع المزيد: